--------------------------------------------------------------------------------
بزمن الجاهلية عندما يولد طفل تتسابق افراد القبيلة إلى تهنئة والده
أو تعزية أمه .
فإذا كان المولود ذكر تستبشر بفارس مقبل تتأمل منه حمايتها وإذا كان المولود أنثى يبدأ أفراد القبيلة بحفر القبر لها
بداية الصحو عندنا جهل يمتد لا يتوقف بمحطات الحرية
لا يستأ سر ويقمع بكل الأشكال وبكل الألوان
وبكل ألوان الطوائف والطيف
عندما نكتب حرف نرجو المردود المعنوي والحافز الاجتماعي لعل وعسى أن نعبر محيط يحيط بنا من الغوغائية
التي تنشر هنا وهناك بأشكالها العشوائية المزعجة
عندما يغتال حرف يغتال ابنك الأكبر
عندما تموت القصيدة على شبابيك اليأس ..لا نحزن
بهذا الواقع المحزن إلى درجة لا يتخيلها عقل
داهمتني أشبه بصاعقة تكفيرية لا فكرية لا معنوية
استأسرتها أشلاء من المادة
بقايا حلم هنا
يختزله ضعف يسعى إلى بصيص من الظلام
يتراجع
لا يتجاوز هذا أو ذاك
بل تجاوز الجميع وتلقى صفعة من الجميع
إلى متى هذا الفارس يحاصر مدننا الفكرية
التي لا تنهض على البناء
أرى العكس
أسمع الأغرب
أقرا الأصعب
بوجوه الأمة العربية
ذنباُ اقترفته
حرفا كتبته
سوطاُ يجلد لواقع بمآسيه
لا يجلب الخير
لا يجلب الاستخارة
الموت أهون من الإختيار
موت الكلمات
موت الحروف
موت السطور الموشحة بكلمات الفجر
لا تثري أو لا ترقى إلى وعي القارئ
هذا الوعي المتعب
هذا الوعي الذي لا يستوعب
اللا يكتب على وجه الماء
يقرأ كل ما هو مكتوب
إلى المحبوب
المحبوب
هذا الكلام الذي يلامس الوجدان
لا نحب سوا المرأة
لا نحب سوى المادة
لا نحب سوى الحياة
العارية من معنى الحياة
تبكينا دمعة الطفل
تهزنا صرخة الكهل
هل مات كل شيء عندنا
بقى لنا الأعظم و الأسمى
مشاعرنا لا تنتقل
لا تمسح
لا تموت