ردود تسكن الذاكرة . . . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 21 - )           »          الانجذاب الأخير "هجين من القصة والشعر والخاطرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75372 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 164 - )           »          ارتعاش في جوف الصمت. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3 - )           »          العُتاةُ على العُروشِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - مشاركات : 0 - )           »          من خطواتهم نعرفهم! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          على السكين .. (الكاتـب : عبدالله السعيد - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-2008, 01:30 AM   #1
حسين الراوي
( كاتب )

الصورة الرمزية حسين الراوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

حسين الراوي غير متواجد حاليا

افتراضي ردود تسكن الذاكرة . . .




هناك ردود تخرج من أفواه أصحابها دون إعداد لها ولا تحضير ولا تنميق ولا تعصّر لغوي ولا استعراض خطابي، ورغم هذا تكون ردوداً جميلة تذوب نكهتها العذبة في ذهن المستمع والقارئ فتسكن به على الرحب والسعة.
الردود الجميلة ليست حِكراً على أصحاب الشهادات ولا هي حِكراً على النوابغ والأذكياء والمبدعين، بل أيضاً تجدها عند عامة الشعب من البسطاء مثل السمكري والسباك والخياط والخباز والحداد والنجار وسائق التاكسي وحتى الأُميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون تجد بعضهم يُجيد الردود الجميلة هكذا بالفطرة!
أتذكر حادثة اكتشاف الكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان صاحبة الرواية العالمية «صباح الخير أيها الحزن»، إذ كانت طالبة فاشلة ومطرودة من مدرستها، فكانت تتسكع في المكتبات العامة وتقرأ الكثير من الكتب منذ الصباح وحتى نهاية اليوم الدراسي، فتعود إلى المنزل كي لا يكتشف ذووها أمر طردها من المدرسة، وكانت في هذه المرحلة قد أعدت مسودة روايتها الشهيرة «صباح الخير أيها الحزن». وفي يوم من الأيام وبينما كانت فرانسواز ساغان تتسكع في بلدة بولونيا دخلت استوديو «بيانكور» حيث كانت المخرجة الصارمة جاكلين أودري تقوم بعمل بروفة مسرحية للمؤلف العالمي جان بول سارتر بعنوان «جلسة مغلقة»، دخلت فرانسواز إلى المسرح بدافع الفضول وجلست تشاهد بروفات المسرحية من دون أن تستأذن أحداً، وفجأة لمحتها المخرجة جاكلين أودري من بعيد فاتجهت إليها بسرعة ولما وصلت إليها سألتها بغضب: من حضرة الآنسة؟
فردت عليها فرانسواز بكل برود وبساطة: «أنا الآنسة لا أحد». أي أنا إنسانة حزينة فاشلة مشتتة مطرودة من المدرسة. لكن وبعد هذا الرد استطاعت هذه المخرجة التي أُعجبت برد فرانسواز أن تساعدها في الالتقاء بمؤلفين عديدين وأصحاب دور نشر استطاعوا أن يساهموا في طباعة ونشر روايتها العالمية الأولى التي حققت نجاحاً باهراً.
وكذلك رد «أبو العيناء» عندما كان جالساً مهموماً شارد الذهن متكئاً بظهره على أحد الحيطان الواقعة على إحدى الدروب، فمر به عبد الله بن يحيى مع مجموعة من رجاله وخدمه فتوقف عنده وأخذ ينظر إليه وبعد أن عرفه سأله: كيف حالك يا أبا العيناء؟ فرد أبو العيناء وقال: تسألني كيف الحال؟ أنت الحال، فانظر كيف أنت لنا. فابتسم من قوة رده وأمر له بمال جزيل.
وكذلك حكاية عبد الله بن المبارك عندما كان مسافراً برفقة أحد خدمه، فاعترضته عجوز مسنة ذات ثياب مرقعة، تطلب منه أن يجود عليها بشيء من المال، فالتفت بن المبارك إلى خادمه وسأله: كم معنا؟ فقال الخادم: معنا يا سيدي عشرون ألف درهم. فقال له عبد الله بن المبارك: أدفعها كلها لهذه العجوز الفقيرة. فتعجب هذا الخادم من قرار سيده وقال: يا سيدي إنها لا تعرفك، ودرهم أو درهمين سوف يرضيانها. فقال عبد الله بن المبارك: تباً لك، إن كانت هي لا تعرفني، فأنا أعرف من أكون!
وكذلك رد أحد الأعراب عندما التقى مع الحجاج في أحد الطرقات، إذ قال الحجاج لذلك الأعرابي بعد أن سأله عن قومه: والله إنك من قوم أبغضهم. فرد عليه الأعرابي وقال: أدخل الله أشدنا بعضاً لصاحبه الجنة!
وكذلك حكاية الشاعر كثير عزة عندما أحب عبد الملك بن مروان أن يراه لجمال قصائده وشهرته الكبيرة آنذاك، فلما عثر جنود عبد الملك ابن مروان على كثير عزة استأذنوه ليدخلوه عليه، فلما سمح له بالدخول ورآه، أخذ عبد الملك يقلب نظره في كثير عزة، وكان كثير دميم الخلقة قصير القامة ذا ملابس رثة، فقال عبد الملك بعد أن أطال النظر في كثير: حقاً، تسمع بالمعيدي خيراً من أن تراه! فقال كثير عزة: على رسلك يا سيدي، إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فإن نطق نطق ببيان وإن قاتل قاتل بجنان.
فقال قصيدته المشهورة التي منها هذان البيتان:

«ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفي أثوابه أسد هصورُ
ويعجبك الطرير فتبتليه
فيخلف ظنك الرجل الطريرُ».

فوكذلك رد المؤلف العالمي الايرلندي جورج برنارد شو عندما قال له أحد زملائه الكُتاب: أنا أفضل منك، أنت تكتب من أجل أن تكتسب المال وأنا أكتب من أجل أن أكتسب الشرف. فرد عليه برنارد شو وقال: نعم صدقت، كل واحد منا يبحث عما ينقصه!
وكذلك رد العبقري العالم المكافح الأميركي توماس ألفا أديسون، عندما سأله أحد الصحافيين: كيف لم تيأس في بداياتك، خصوصاً وقد كان الفشل ملازماً لك؟ فقال أديسون: أنا لم أفشل، أنا وجدت عشرة آلاف طريقة لا تعمل.


نُشـر في جريدة الراي:
http://www.alraimedia.com/Templates/...px?npaId=46641
نُشـر في موقع ( روح ):
http://roo7.net/index.php?news=37

 

التوقيع

لا تهتم كثيراً بوحدتك وصمتهم ،إنهم يؤدون صلوات الإعجاب بك سراً !!

alrawie1@hotmail.com
موقعي . . روح

حسين الراوي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.