ها هي حروف ترتمي بخجل ..
بين ثنايا ابعادكم..
جمود أنثى
جسد مال الى السكون .. فاحت منه رائحة الصمت..
وتساقطت منه اوراق الحياة..
مع ان نبضات جذوره ما زالت تزعج حبيبات الرمال ..
الا ان غصونه اصابها الجفاف ..
استوطن الحزن خلياه .. واستفحل داء الهروب دمه ..حتى اصبح يشهق الما ويزفر حقدا ..
لم يستوعب الواقع طباعه..
ومن شدة وعورة ملامحه لم تستطيع الأبتسامة ان تشق الطريق الى شفتاه ..
يقطن في أرض الهموم منذ يوم الميلاد ..
في ارض اصبحت ظلمة الليل الحالكة أنيس له .. وكتاب الذكريات الموجعة رفيق له.. وأمست ريح الأرض الموحشة تحاكي وحشة قسوته.. .
ذهلت العيون التي تصفحت وجهه آثار سيل قد مر بالقرب من محاجره الهامدة ..
وقفت العقول مشدوهة .. وتساءلت هل داخل ذلك الجسد الفخاري قلب يخفق ..
أم ان تلك النبضات المزعجة ما هي الا صدى آهاته القديمة.. ؟؟؟؟؟
تسلل صوتها الى أذنه المتعطشة للأهتمام.. جن جنون ارضه .. وتحطم عرش سكونه ..
وأوشكت شمسه على البزوغ بدأ ينظر خارجه ازعجه زمان الثرثرة .. حاول محكاة أفواه الناطقين .. تفقد برتابة ملامح وجهه ..
لقد سقط لسانه بعد الجفاف وابتلعته ارض الهموم ازاح التراب عن محاجره ... انتظر أول طيف امل يحلق هذا الصباح ..
نسي ان بياض عينيه اكلته ديدان ارض الهموم ..
وبالرغم من ان أطياف كثيرة حلقت هذا الصباح الى انه لم يرى الا ظلمة محاجرة وسواد عينيه ...
لم يتمكن حتى من استنشاق آيات الطهر العابرة..لم يستمتع بمصابيح الآمال فزدادت قسوته
.
وبدأ كاهن الحزن يتلو طقوس العودة الى ارض الأحزان..
.
.
وازداد جمود أنثى.....