.
.
.
كانت حريصة جداً أن لا يشعر أو يسمع أنين وجدانها المنكسر .
غمس عيناه بـ عينيها ، وسألها: كيف حالك ؟
قالت: بخير . . أنا بخير .
فابتسم لها ، وبجهد كبير نجحت أن تصنع له ابتسامة على شفتيها .
رحل . . وكأن وقع خطواته لم تكن إلا طعنات متتاليات تُسدد في قلبها .
كانت تصرخ في (داخلها) . . بحرارة
التفت لي . . . أرجوك
التفت لي . .
التفت لي . . وستقول لك دموعي: لست إلا كاذبة
التفت لي . . أنا لست بخير .
لم يلتفت وكان نحو الغروب يتجه
رحل . .
وكانت هي تشتعل !
كانت تذوب ويتساقط على كتفيها وقدميها: حنينها وضحكاتها وأحلامها وذكرياتها معه
.........................
( وقت . . الرحيل )
وقت الرحيل
كل شيء يصير باهت ولونه أصفر
كل شيء يتبدل ويتغّير
الوجيه
السماء
المشاعر
الشجر
الشوارع
حتى الأزهار والعصافير .