سيدتي :
من المؤكد أن لهذه الجلسات المشتعلة في هذا الشهر الكريم الكثير من الموائد الأخرىوالتي لاتشبه موائد الطعام الا في المسمى فقط ، ولكنها تضج بمضمون يفطر عليه من كان ذا قريحة صافية ..
في جلسة من هذه الجلسات الرمضانية، دعا أحد وجهاء لبنان من عائلة اللبابيدي شاعرين من إخوانه هما الشيخ إبراهيم الحوراني والشيخ عبد الحسن الكستي للأفطار معه. وخطر له أن يكمل ألوان الوليمة بشيء عذب من القصيد. سألهما أن يشتركا في نظم قصيدة عن أطايب الطعام على أن يقول أحدهما صدر البيت ويترك العجز للثاني ليكمله. ابتدأ المناظرة الشيخ إبراهيم الحوراني فقال:
حملت كشكول وجدي في هوى الغيد ...
فأكمل عبد الحسن الكستي قائلا:
أبغي به «شورباء» الوصل بالعيد
فقال الحوراني:
ملاعق العذل للأسماء قد قرعت
فأكمل الكستي البيت:
قرع المعاول في صم الجلاميد
عاد الحوراني ليقول:
وفلفلوا «رز» حبي في طناجركم...
فقال الكستي:
وأحسنوا سبكه في صحن مقصودي
فقال الحوراني:
«بفارغ» الصبر قد منطقتمُ أملي...
فأكمل الكستي:
و«برمة» المطل طوقتم بها جيدي
فقال الحوراني:
منو علي «بمعمول» اللقا كرما...
فقال الكستي:
أنا «المربى» على كيس الأجاويد
فقال الحوراني:
«ملفوف» عتبي على أعتابكم نشرت...
فقال الكستي:
أوراقه بين مقصور وممدود
فعاد الحوراني ليقول:
وفي «ملوخية» التعنيف قد زلقت...
فقال الكستي:
أقدام وجدي الى بيت اللبابيدي
وبها ختم الشاعر المناظرة الإخوانية بتحية صاحب الدعوة كما ينبغي لكل شاعر أن يفعل وقد مد الطعام أمامه وأسكتت نكهته قريحة الشاعرين.