عندما كنت طفلا ً
كنت أغني للظل
أبحث عن نور الشمس
وأجيد فن اللمس
ألمس الأشياء لأعرفها
وطيور السماء أحبها
أحب صوت موج البحر
لا يعرف قلبي الغدر
تذكرت طفولتي وابتسمت
فتركت مكتبي وإلى مرآتي ذهبت
نظرت لها وبالحنين لطفولتي شعرت
فعن ألبوم الذكريات والصور بحثت
فوجدته كان قديماً لونه أزرق
وأول صورة وأنا أركب زورق
كنت به خائفاً كأني في أصعب مأزق
فضحكت وإلى الصورة الثانية انتقلت
كنت بها أتأمل وأنظر إلى ساعة الوقت
ومن صورة إلى صورة إلى أن توقفت
في إحدى الصور كثيراً تأملت
فقد كانت صورة قديمة
إلاّ أنها فعلا سعيدة
ولكن لم أكن بها
فقررت ألا أنظر لها
فلم أستطع إلا أن أعود وأتأملها
صورة كان بها رجل وامرأة يحتفلان
الناس كانوا بها كثيرين وهما إلي ينظران
أنا خارج الصورة وهم داخلها ومع ذلك إلي يتحدثان
فهما وجودي لم يتوقعان
وكيف سأكون لم يتخيلان
أشعراني أنهما يتأملان بي خير
وكيف بوجودي حياتهما غير
كانا يقولان لي أنت الأمل
لا تتعب منا وتشعر بالملل
كن لنا مصدر الافتخار وكن سند
ابني مستقبلك من أجلنا يا فهد
ولا تنسانا إذا تغير الزمن
إذا كبرنا من لنا غيرك من
وإذا تعبنا من يداوينا
وماء الدواء من يسقينا
وإذا متنا من يترحم علينا
يا فهد نحن الآن نحتفل بنا
وغدا نتمنى أن نحتفل بك
فكن كما نأمل منك
عندها لم أستطع مقاومة دموعي
وشعرت بمعنى وأهمية وجودي
صحيح أنها لم تكن صورة لي
لكنها كانت صورة زفاف أمي وأبي