
مشاعل ..
ذات الـ خمسة عشر ربيعاً ماتت برداً .. ماتت فقراً .. وماتت معها خمسة عشرة زهرة
ماتت وماتت معها أحلامها التي كانت تحلم بها تحت سقف بيتٍ من صفيح
أيٌّ عذرٌ ذاك الذي نعتذِرُ بهِ منكِ يـا مشاعل .. من طفولتُكِ .. من أحلامكِ وأنت في بلد النفط
أيُّ عذرٌ ذاك الذّي نُقدِّم وأنت تحملين جنسية بلد .. معطاء .. غني .. ذو أيادي بيضاء لكثير من الدول الفقيرة
يـا عبدالله قد قُلتُها سابقاً لك وسأُعِيدُها الآن .. أيّها الشمالي النبيل أن تتقمص الدور بهذه الروعة
فهذا ليس بالأمر الهيّن .. أنت تعيش الفقير واليتيم والسجين ومشاعل فهذه نقطة بيضاء تُحْسبْ لك والشِعْر
فالشِعْر أنْ لم يوصل رسالة ويكُون ذا هدف فهو لايعدو أكثر من صفصفة كلام .. بوزن وقافية ودان ياليل دان
وبين وحشة قبر .. وصراع فقر .. وحرمان .. وصبرُ لا يُحتمل جاءت قصيدتُك هذه
جاءت تحمل الـ أسى .. جوع .. فقر .. وداع أحلام وطفولة .. وظلام موحش .. ومُعاناة أكبر من أي حديث
جاءت وقد طغى الحُزْن عليها فلم أعد أتحسس بصيص ضوءٍ من فرح في ثناياها .. قصيدة قدّمت مشهد مؤلم
وُلدوا متعففين وماتوا متعففين .. ولدوا فقراء جياع وماتوا كذلك .. ولدوا ليشقوا في دُنيا لا ترحم ولا تلتفت لفقير
ياااااه ماأقسى سطوة الفقر وماأظلمه .. ناس لا يملكون مأوى وناس يشيِّدون القصور في قيعان البحار وفوق الجبال
قصيدة مؤثرة جداً .. تحُث العين على الدمع .. حتى إنّ الجسد يقشعر بأكمله بعد إتمام القراءة
ليتنا استطعنا ان نُقدِّم لكِ الدفء قبل أنْ تموتي .. ليتنا نستطيع أنْ نُقدِّمُهُ لزهور تنتظر ذات المصير
رحلتي وتركتي لنا العار .. عار الأخلاق والمباديء .. موتُكّ عرّى الكثير الكثير فاستبشري خيراً يا أُخيّة
بيّض الله وجهك يـا عبدالله وصح كلّك ورحم مشاعل وأبدلها داراً خيراً من دارها .. آمين
.
.
.
فقط ... دموووووع .. ورحيل عند رحيم !