
عانقت الماء بشفتيها** بحثا عن ارتواء فرحلت اليه غير عابئة بمآلها
حملها إلى الجبال والتلال والأودية فمزق جسدها *وعند مفترق الطرق كتبت إليه : أيها الصافي ليس ((كثله شيء )) وداعـــا
دغدغت الرمل بقدميها فأبرم اتفاقا معها على البقاء مقابل أن يبني لها قصرا جميلا على مشارف الشتاء
وردة سقطت على قارعة الطريق تنتظر من وعدها أن يعود بالماء ---
سألتني أن أمسح بيدي على جسدها لترتد شذية بإذن الله ،عبثا حاولت فما وجدت الا وصية فضضتها ((عندما أموت ازرعيني في منابت شعره حتى يبعثون ))
كان السراب يلوح بيده فمضيت اليه ،صفق لي كثيرا وقال أما زلت تؤمنين بي فأسقاني عطشا مازلت انهل منه
كانت العصافير ترقبني ، شاركتها التغريد والسكن في احضان الشجر وعندما ضحك الصباح رحلت العصافير وبقيت وحيدة --أغرد حيث لا تنتشي الحقول
صاح النذير ((الاشجار تموت واقفة ))
ففقدت عشي الوديع وناديت ياقيس أن اوقد لي نارا لاطرد بردا سكن أوردتي
عبثت حصيات بأقدامي ،فحملتها بين يدي فسكنت حتى إذا ماعادت الاقدام تطرق الارض رحلت دون استئذان
هاهنا --لن يعرف مكاني أحد ، أرقب الأشياء فقط الأشياء ريثما تموت ------الأشياء