[poem=font="Traditional Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,6,red" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
وجهي مدائن حزن ملؤها خبئ=وذكرياتٌ وعشقٌ آسنٌ صدئ
خبّأت فيهِ أغاني كم ألوذ بها=خبأت فيهِ حنينا ليس ينطفئ !
.
[/poem]
(1)
تمهّل فليس هناك قطار.. لما العجلةْ
وليس هناك محطة عشقٍ
وليس هناك سوى أسئلةْ.
تمهل فإن الطريق طويل ٌيطول مسافة قلبٍ وقلبٍ
وبعض دفاتر بالدمع أضحت أساريرها آهلة.
رصاصة ذكرى تشدك نحو الضواحي
فتلعن حزن الرصيف
عمود الإنارة صوت الضجيج وتيهٍ وأمكنةٍ قاحلةْ
وتلعن كل خراب المدينة ليل الغموض
وضوضاء ضوء المفاتن في ليلها الأحمر
العاري الصاخب في تفاصيلها الخاملة!
(2)
أكاد أراك تعانقها زمن الطيش
والعنفوان ومفتتنا بالعراء
يشدك كل لذيذٍ تضاجع فيها السرير
تعانق فيها الحجارة
تعبد فوق معابدها المهملةْ.
وأقنعة من حديد
تحرّض فيك الخمول الرتابة
كل مشاريع قلبك تبقى
مؤجلة دائما عاطلة.
(3)
تشدك تلك الحضارة في ظاهر الأمر تؤمن
لكن داخلك الباطني يحضك كفر حضارتها الزائلةْ.
فصوتك يصرخ أنك لست لهذا الزمان وهذي البلاد
فتشتم كل أزقتها ومرافقها وفنادقها ..
كملاجئ حرب شواطئها وحدائق موحشة سافلةْ.
فترفض أن تنتمي للحصاة فكل الأهالي عصاة
يعيشون مكتئبين حزانى أغاني
وكل البلاد عصابتها شعراء بكاءٍ على راحلة.
(4)
وأنت غرائزك الجامحات
ورغبتك وجنون شعورك نحو النداوة والقافلة.
متوحش عشق القرى متمرد شقوتك لذة..
متدفق ذاكرةٍ جافلةْ.
تحن إلى حيث تغدو الظباء عصية صيدٍ عليك
فبين يديك ترى تارة شاردات جنون وأخرى ترى عاقلة!
تحب الفلاة وتعشق أن تتحرر من كل شيءٍ
سوى الرمل والطين لون الحصى الناعمهْ.
تحب القرى في الهجير الظعون وغزلانها الجافلةْ
وأمطارها البكر في أرض ديمٍ
وزرعٍ نديٍ سقته السماوات زرقتها
الطاهرة.
فينبت من لغة الشيح أطفال يلهون
فوق تلالٍ من الغاف غاباتها رافلةْ.
تحن إلى خطب الفقراء ينادون
بالحب والقمح في الجمع الفاضلة.!
(5)
وسحنة وجهك تمزج
من سنا عين حبيبتك
ومواسم موسومة بالحنين
و موشومة بقضيتك الرافلةْ.
تحب التسكع بين السفانا
وبين كثيب الرمال
تطرز فيها.. تحيك ..
تلقح فيها الرياح بكل الأراضي
فأنت رسول مدائن عشقٍ
تشكل فيها شريعة دينك والأخيلة.
تجسد فيها عواصمك الفاضلات
تحب صلاة الفرائض والنافلةْ.
بلا نقطٍ فاصلة.