أنا نقطة الضوء الأولية ، اسبح في ازرق داكن ، أشع في ظلمة الفراغ مثل ما لم يُوصف بعد ، يحملني وعيي وحده ، الوعي البدائي لكائنٍ قد يحظى بعبورٍ اول ، اخبرني الصوت ان عالماً آخر ينتظر هذا العبور ، هذا الحدث العادي والمتاح في الجانب الآخر، القيت اسئلتي للواسع مما لا يُرى ، قد اجد اجابة الآن ، الظرف (الآن ) مبالغٌ فيه ، في مكاني لا تعاريف للزمان ولا قياسات ، مرهونة بإرادة خارج كياني ، الإحتمالات شتى ولا املك تصنيفاً لها ، الجيد يساوي نقيضه ، لا اعرف من اين اتيت بفكرة الجيد اساساً ، ما هو ، ما طعمه ، كيف سيكون تأثيره على وجودي ان وُجدتُ
وتلك فكرة اخرى عجيبة ، هل انا هنا ؟ ام ان كائن ما يعيشني في تجلي ما ، ومضة ، خيال، ولم انا ، هذا التكوين النوراني في عتمة ال ما حول ، حتى ان الاسماء تربكني ، وقد ارى لهباً ازرق في دائرتي من هول ما يدور بي وفيّ حين تباغتني تلك الصور ، صور مهزوزة لشخوص يضحكون ، دائما يرتكبون تلك القهقهة او يصدرون ذلك الصوت العالي والمهتز في موجات ارتدادية تغير ما هو معروف بالملامح او صورة الشخص في عيني
كل نقطة ضوء ترى الملامح بصورة مغايرة ، اخبرني الصوت ، قال (ما هو معروف بالضحك صوت سعيد)
مكثت فترة طويلة افكر بصلة الضحك بالسعادة ، لم أجد الرابط بعد ، هل تقترن البهجة بذلك الصوت المريب والخارج من الحلق فجاً وبدائياً اكثر مما اعهده في ّ
حين يهبني الصوت فكرة اقبلها ، لا املك خياراَ آخر سوى الكمون ساكنة خاملة ، ذراتي هادئة تشبه السعي نحو انحسار الضوء وهذا ما حذرني منه كثيراً ، الصوت اللئيم يثير فيّ هذا الخوف مما لا اعرف ، هل انحساري شيء عظيم ، ما معنى عظيم وقد يصفه بمؤلم ما معنى الألم ، الا يشبه الإنطفاء والراحة ، السكينة النهائية لكائن ما فتيء يطوف ويدور في عتمة لا متناهية وإحتمالات مفتوحة على ما يسمونه عدم وما يعتبرونه حياة
اليست هذه المصطلحات ايضا ً متغايرة في الرؤيا مثل الملامح ، الا يجوز لي ان أُمنح حق إختيار عبوري او المكوث هنا وما هو البعد الحقيقي ان وُجد ما هو حقيقي بين هنا وهناك
انا محض ذرة ضوئية تحاول ان يكون لها (اناها) الذي قد تألفه ذات وقت لا تعرف جدواه ولا تراتبيته في الزمان ان وُجد مثل هذا الشيء
هناك حيث كنت في ذاكرة منسية لخلقٍ اول ، قال البعض انهم منحوني الخيارات كلها بل واحتسبوا ضرائبها وأنني آنذاك قد ارتضيت التخلي عن تلك العتمة الملهمة ، هل اخذني الفضول لمجهولٍ أحتمل ان يكون حافلاً بالمسرات المتناسلة من بعضها بغية إحاطتي بغشاء ٍ سري يدفع عني اذى وجودي نفسه ، هل احتلتني روح ٌ مقامرة مدفوعة بالكشف ، عند لحظة الإنتقال نسيت ، سهوت عن المعنى وبهرني الضوء المخاتل وكنت استنير بضوءي وحده لأقاوم ما حولي ، وأصبحت كامدة مُضاءة في خارجي ، ولما في حلم لا يُفسر وجدت ذاكرة مهترئة لكائن ٍ كنته ، عرفت كيف نتذكر احداثاً لم نعاينها بل تخيلناها وحسب ، حين تصبح الذاكرة مهرجاً يتقلب فيّ ويؤلبني عليّ ويعاتب وقتي الآني لتهاونه في ارشادي لي حتى استدل على باب روحي ولا اخطيء العنوان فأتوه واتشرد في الباهر يعميني عن الضوء الخافت الأصيل الذي كنته قبل الوقت وخارج المكان والزمان المفترضين مثل فضيحةٍ غبية تأكل زخمها بنفسها وتتبدد
هذا انا الكائن الذي اصبحته بعد سفري الطويل من هناك الى هنا احاول جاهدة الوصول الى اناي التي لها صفة الماء في التملص الحر من قبضة العطشى