كان كل شيء بريئًا .. كجلاء سماء الربيع ..
حتى .. تبلدت سماؤنا .. و ملأت بالغيوم القاتمة .. التي أمطرت أسيدًا .. و أحترق الحب و ماتت نقاوتنا ..
علمت أننا أفترقنا .. منذ أن قل الحديث .. منذ أن باتت كلماتنا باهته و أحاديثنا مبتذلة جدًا .. منذ أن أصبحت شرارة كلمة كفيلة بإشعال حرب بين قلبينا .. أعرف أننا أفترقنا منذ أوهمنا أنفسنا أن النوم / الصمت لا يؤذينا .. و كان الأشد فتكًا لعلاقتنا .. منذ أن أصبحت كلماتي لا تكمل الأحجية .. و حضوري لا يزيد الصورة رونق ..
أتعلمين ؟ أن التفاصيل التي كنا نتشاركها تلك التي كنا نستخف بها ؟ باتت تتعبني ؛ أتفقد هاتفي كل دقيقة عل شاشته تضيء بحرف من حروفك .. كل الذي أستخفيت به جعل مني أضحوكة .. ليتني أبرأ من الإنتظار .. لقد تعكر لون روحي .. و انحنى ظهري و أصبحت بالكاد أحفظ لقلبي مكانه .. أريد أن أعتاد على حال واحد .. قلبي غير قادر على تقلب الأحوال .. فإما فرح دائم أو حزن مستمر .. مؤلم شعوري .. قاسٍ هذا التمني ..يشبه سوء الفهم الذي أغرقنا دون نجاة .. دون عناء المواجهة ..
إلى أين ؟ إلى أين تأخذنا الطرق ؟ هل سيسعنا مجددًا تشكيلنا ؟ ليت قلبي قطعة قماش أخلعها متى ما بِلَيْتَ .. وليتني مصاب بلعنة البرود .. بمتلازمة اللامبالاه .. ليتني لم أنطفىء بعد كل التوهج .. هل ستصيبني علة كلماتك ِبعد أن كانت ضمادًا لثقوبي ؟ هل سأسقط بأكملي كجثة هامدة ؟ أخبريني كيف أخرس الضجيج ؟ و أخرس صوتكِ الذي يتردد فيّ و لا يسعني تناسي نبرتكِ؟ أنه يتسلل ليلًا إلى قلبي لأسقط طريحًا على فراش الحنين ..
لم أعد أبغي الوصل الذي يأتيني بكِ بعد الذل .. و لم يعد يرضيني إهتمامكِ بعد العتاب .. لقد حال حبنا لوحشة مربكة .. سأتحمل الألم و أضع يدي على قلبي عندما أحن .. لقد خارت قوايّ .. لن أحاول تغيير الذكرى السيئة لأخرى جميلة ..