الترنيمة
وتَرَنَّمَتْ يـــــــــوماً وحَفـَّتْ ظـُلـْمَتي
فأصاخ قلبي للتــَرَنَّمِ ســــــامعا
وتقاسمت والزهرةُ البيــــــضاءُ شعـ
لة مذبحي والنَسْمُ يرقبُ دامــعا
من لُجة الكون الجريـــــــــح تَحَدَّرّتْ
سِراً حبيساً أو وجوداً نابـــــــعا
تــَتـْرَى بخـُلـْدٍ ذابَ في مكنــــــــونِها
مُتـَحَرِّقاً نشوانَ صبَّاً ضــارعــا
أوَّاه يا رسماً تخنْدقَ داخلــــــــــــــي
مُستخفياً ثملاً غريباً رائــــــــــعا
أوَّاه يا زمنى ويا سفــــــــــــني التي
حملت حِدائاً في فؤادي مُودَعــا
حملت جِنازي نحو مقبرة الــــــــغرو
ب وأرسلتني في الغيوب مدامعا
نثرتْ على جسدي الزهور وأشـعلت
فيه البَخور وأنشأته مرابعــــــا
ترنيمتي ليست سوى منظــــــــــومة
للخـُلدِ تبعثُ في اليُراعِ نوازعــا
ترنيمتي قـُدسيَّة النـــــــــــبرات والـ
خفقات تـُبكي إن تشاء قـواطعــا
ترنيمتي مرثيةُ الوديان .. فـــــــــــي
ألَقِ المساء تلوح ليلاً بارعــــــا
ليست سماءً ! ..غير أنَّ الـكوكبَ الـ
مَحْزونَ يسكنُ في سناها طائـــعا
ليست ( هُيولاً ) بل خلوداَ باقــــــــيا
بل همسةُ الراعي وعِطراً ضائعـا
قلبي يراها حيث يرمـــــــــــى طَرْفهُ
مُتـَلَصِّصاً كهف الحياة وقـــارعا
ودَمى يُعانقُ مـــــــــــن سُلافَتِها دَمَاً
وأزاهِراً وغدائراً ويَوَانِــــــــــــعا
هي تِلكمُ الروح التي حفَّت بنـــــــــا
صية القمر ووَشـَتـْهُ سِــحراً ناقعا
جعلته يضحكُ للشواطــــــــــئ رافعاً
حُجُبَ الظلام عن الجمال ونـازعا
ورَمَتـْه بالزهر الــــــــــبديع مُنَضـَّدا
فأجاب بالضوء الرخيم مُدافعـــــا
هي جنة الأبد التي رَفـَعَتْ قــــــــــوا
ئمُها بناتُ الفِكر صرحاً ذائــــــعا
هي مِذبح الشعراء .. مِحراب الرؤى
تسقينِها الأيامُ كأســــــــــــاً لاذعا
هي رجفة العُــــــــشب الوثير مرارةً
والريح تهـْدرُ بالأكُفِّ صوافعـــــا
وطني غناء نشيـــــــــــــدها وأنا لها
وطنٌ ألملِمُ من ضـــــــياها قانعا
كتبت على قلبي قصائدها التــــــــــي
وَمَضَت وجوداً سرمدياً شاسِــــعا
انِّى من أعتزل الحيـــــــــــــاة ملالةً
ورأى بضيق الرَمسِ كوناً واسعا
وقَعَى بصومعة الخيال فــــــــــــؤادهُ
واختار أطـْـنافَ الزهور شرائــعا
انِّى من اصترع الغـُزاة جنانـــــــــــه
وتناوَشتهُ الحادثات قــــــــــوارعا
ملَّ الطواف ومات قـُرْبَ بُحــــــــيرةٍ
حطَّ الرِحال وراح يكتبُ صادِعـــا
شعر: أحمد بهجت سالم