أنتِ الشعر..
وفي عيينيكِ أغنيةٌ تُبَدِّدُ وَحْشَةَ الكتمانْ
تُثيرُ قصيدةً حَيْرَى تُُسَائِلُها عَنِ العنوانْ
عَنِ الزمنِ الذي كانَ عَنِ الزمنِ الذي قد آنْ
تُحاوِرُني تُقاوِمُني تُعاتِبُ فِيَّ ضعفَ كِيَانْ
تلومُ حروفَ أشعاري التي شاختْ بها الألحانْ
تقولُ: الشعرُ مسجونٌ، وأنت جعلتَهُ سَجَّانْ!!
أَ كُلُّ قصيدةٍ منك يُطارِدُها شَجٍ وَلْهَانْ؟!
كأنك تَرْجُمَانُ اليأسِِ والأوجاعِ والحرمانْ!!
ألا يا شاعرَ الأحزانْ، ألا رُحماكَ بالإنسانْ
وَهَبْنِي الشعرَ سِكِّيرًا يُرَاوِدُنِي عنِ النسيانْ
فَأَغْسِلُ هَمَّ أيامي بحرفِ قصيدِكَ الرَّنَّانْ
فَهَلّا كنتَ لي عونًا، فأنت ربيبُ كُلِّ بيانْ
بدونكِ كان ديواني عذاباتٍ لها ألوانْ
يُطَوِّفُ فِي خَيَالاتٍ بِحَرْفٍ أُشْرِبَ الأَحْزَانْ
كأن الشعرَ ما كان وأنت غريبة الأوطانْ
فذاكرتي سأمحوها، فكُلُّ العُمْرِ قبلكِ هانْ
فأنتِ الرُّوحُ من رُوحي، وأنت الرَّاحُ للنَّشْوانْ
وأنتِ قصيديَ الآتي سأكتبه بكُلِّ لسانْ
فأنتِ الشعرُ يا ليلى، وأنتِ قصيدُ كُلِّ زمانْ