ربَّاه عفوك
[poem=font=",5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] ربَّاه عفوَك أن يعيش ذليلا=قلبٌ ولا يرضى النجاة َ دليلا
فلينظرِ الإنسانُ في ملكوت ِ مَنْ=رفعَ السماءَ على الرُّبا إكليلا
ترْتَدُّ عن ضعف ٍ إليه عيونه=ويعود بالبصرِ القصيرِ ذليلا
الله نورُالكونِ من مشكاتهِ=نورٌ تنزلَ للورى تنزيلا
وإذا به يجلو النفوس بآيةٍ=خضراء حوّلتِ القلوب عقولا
فاذكرْ أفولَ البدر ِ عند سباتِه=إذ قال إبراهيمُ كان أفولا
وَجَّهْتُ وجهي للذي خلقَ السَّما=لأعيشَ عن آياته مسؤولا
إني لأطمعُ بالجنانِ منازلاً=وأخاف يوماً بالشرور ثقيلا
ربَّاهُ يا ربَّاهُ هذي حالتي=وقفتْ على باب ِ السؤالِ طويلا
جئنا إليك بتوبةٍ وضراعةٍ=فاصفحْ ذنوبَ التائبين ، جميلا
خُلِقَ ابنُ آدمَ من تراب فاستوى=بشرًا فنكَّل بالورى تنكيلا
يبكي لدنيا أرضعتْهُ بحلوها=مرا، ولم تفطمْه إلا قليلا
ويبيت في همٍّ وليس بنائلٍ=غيرَ العناء إذا اعتراه فتيلا
حمل الأمانة يا إلهي ظالمًا=والأرض لم تقبلْ، فكان جهولا
يا نوحُ خذني ،غِيْضَ صوتي بعدما=شقَّت عصا موسى الكليم ِ سبيلا
ليت السلامُ على جناحِ قصيدةٍ=يمتدُّ كي يصلَ الحمامُ أصيلا
زوجا يمام ٍ سافرا فَتَقَّطَعَتْ=سبل وعادا بالسلام ِ قتيلا
عثرا على غصن ِالمودةِ يابساً=فاسترجعا لحنَ المغيبِ هديلا
ربَّاه ذنبي مثل بحر، والهدى=سفنٌ وقبطاني أراه رسولا
ما أتعسَ الإنسانَ حين تخونُه=قدمُ ويبقى للعثار عجولا
ويرى على كتف الظلام حياتَه=حُملت، ويمسي بالهموم نزيلا !![/poem]
ينابيع السبيعي