وحدي و لا أحد هنالك حولي !
قد اعتدت المضي في متاهات الحياة وحدي ، لم تكلف حياتي نفسها تعب أن توجد لي فرصاً مناسبة لعلاقات طيبة تدوم إلا فيما ندر ، و إن فعلت لم تكن لتكمل احسانها معي ، بل تنتزعها كلها مني في أوج ارتباطها كانتزاع قطعة من جسد لا يكتمل دونها تلك فتبقيني بذلك عليلة ، تقتص مني لما لا علم لي به ، و كأنها أُجبرت على أن تكون حياتي أنا خلافاً لرغبتها فيَّ ..
اعتدت الوحدة و اعتدت السيرَ عاريةً في ظل الشمس من كل واقٍ و مؤنس لي حتى ظلي ، بيد أن الغريب أني لم أعتد الألم المتكرر لفعل حياتي بي ، تؤلمني في كل مرة كما آلمتني في أول مرة ! حتى أن استهانتها بقلبي تجلت واضحة لا يعكر صفو تجليها لي أدنى معكرٍ يوم أن وهبتني إياك . جذلةٌ قبلتك ، و ليقيني بتلذذها ، بتعذيبي ، أعددت العدة لفراقنا بعد السنة الأولى للقائنا ، و تزودت منك لسنين عجافٍ تعقب رحيلك عني ، و لم أحسب هنيهة أننا باقون معاً ، و لكنها عاودت خداعي جاعلة الخديعة اثنتين .. الأولى يوم أن أبقتك معي طويلاً حتى ظننتُ بقاءك لي مؤبداً فرتبت لحياة بهيجة تطول ، و الثانية حين جعلتني أنام قريرة العين ملئ جفنيّ طمأنينة و إيماناً ببقائك معي / لي / بي ، و ما إن غفوت حتى سلبتك مني !
بي الكثير من الجراح كلما حاولت رتق جرح أُحدث آخر ، حتى إذا ما انشغلت بالآخر أُحدث آخر ، و بذلك تبقى فيّ نازفة ثائرة بلا ضماد يُهيجُها دفعة واحدة تسعُرُ نارَ أيّ جرحٍ جديد !
أتمنى أن لو أستطيع فصل هذه الحياة عني ، فرصيد ما خلفته لي من فرح أقل بكثير من كل ما ليس له خصائص فرح ! هي لم تعد مجدية لي ، ليتها تكف أذاها عني ، و تبعث بي إلى نقيضها ، إلى ما لا يشبهها ، ليس بالضرورة أن يكون موتاً و لكني أريدُ أن أحيا بعيداً عنها .. !