أيها الباقون...

[صبا الكادي]

نداء روح:
أيها الباقون..رويدا رويدا..ما بالكم تحملون معكم كل شيء..حتى النورس ارتحل خلفكم يبكيني..
أيها الباقون..
اتركوا لي طيف من روحي أو الصادق من ابتساماتي..لا تتركوني هنا بين الأحياء أعيش معنى الفناء..
واتركوا القليل لي من الهواء احبسه في صدري يحمل شذى ذكراكم أتنفسه لو خنقني النسيان..ف أجدُ البحث عني في زحااام خلوتي...
واتركوا لي شيء مني يواسي وحشتي في جنون قلبي ,,,أو أفنوني لأرض عقل ليس لكم فيه أثر...

***

نداء عين:
أيها الباقون...أين عزمتم من دوني؟..ولما امتزجتم بي يوما وأنتم تعلمون لم تجمع دنيانا أحبة إلا وفرقتهم...
أيها الباقون...أرى وجوه تشبهكم في كل نظرة مني ل خلق الله..
هل أغمض الأجفان دوما حتى تهدأ رجفة العين وتسكن الدمعة دون أن تشهق الوجع..وتزفر الحسرة. عليكم!!!
أيها الباقون..اشعر بكم بين قلبي وأضلعي لكم مساحة لست املكها في صدري..
فهي لكم تعيثون فيها حزنا ونزفا...فلما تسرقون قلبي مع كل نبضة فُقد..
فأشعر به يدك أضلعي باحثا عنكم..سائراً خلف أطيافكم..وألوح له بيدي أودعه في كل لحظة شوق لكم..

***

نداء حنين:
أيها الباقون دفء أنفاسكم لامست وجنتي عندما همستم لي بحبكم ذات يوما من عمري..
كنسيم بحر يداعب أمواجه فيقلبه كيفما يشاء..
أليس تذكرون؟؟ بقي حرقٌ بسيط على وجنتي يشهد ان يوما كنتم على مقربة مني ف لفحتني حرارة صدق مشاعركم لي..
فلتعلمون إذاً كيف يلفني فراغ دون أنفاسكم ف البرد يعتري جسدي والغربة تقتل وحدتي ف أين لي بدفء؟؟
أيها الباقون..رائحة عطوركم هنا على رسغ الحنين العقها بلساني لم اكتفي بالعبق ف عشقت لذعة العطر منكم..
فلما تحرمون طين جسدي من مسك قربكم..

***

نداء شوووق:
أيها الباقون..أصواتكم..أصواتكم بالله اخفضوها...
كل ليلة ذكرى أحاديثكم يصيب صبري بالصمم..فأضع رأسي بين ركبتي وابكي حنيناً
لنبراتكم....ضحكاتكم..بكائكم..صمتكم الشاكي لي ألماً سكن قلوبكم من جور البشر.
فلما حبستم الصوت في قنينة البُعدْ ...كتعويذة ترتل على مسامع الخرساء..
أيها الباقون...تحتفظون ببصماتكم محفورة على راحة يدي هل لأنه بصدق احتضنتم يدي في لحظة.......وداع؟؟؟
فلما أخذتم معكم بصماتي..
أعيدوها أكاد أنسى يداي مُخبئتان تحت ذراعاي خوفاً من رعشة تسكنها عندما أقرأ تفاصيلكم قي راحتيها.
أيها الباقون..مازلت اذكر نظرة أعينكم وأنا أشاهد ظهوركم لي...نعم.
لا تعجبون كنت أرأى نظراتكم وحزن وجوهكم وتسابق دموعكم ..
وربٌ منحني إياكم كنت أراها...حتى في التفاتاتكم عني كنت المحني في مرايا أرواحكم تحدثني عن أحوالكم في غيابي..
أيها الباقون...مع صرخة كل وليد تشق سماء الدنيا تعلن وجوده..
أصرخ أنا بأفواه الشوق معلنتاً عن وجودكم الباقي فيّ ما بقيت الحياة لي....
فلما تركتم العقر في رحم الفؤاد يندب حظه العاثر من دونكم..

***

(أيها الباقون...
إهداء إلى كل الغائبين عني الباقيين فيّ.. ف وداعاً بحجم ما تركتم لي من هم فراقكم
واعلموا جفاف دمعي عند وداعكم ليس باختياري....ف الموتى لا يبكون)