من وشم الحزن
الاربعاء, 10 سبتمبر, 2008
هي أقصوصة من ماء المزن كان نسجها ، تحمل الكثير من الطهر والقليل من بعض البشر ، تتراءى للظمآن ماءا حتى تنتهي بين يديه غصة لا يملك لها دفعا .
كم نحمل من ضعف بداخلنا وكم نعتقد القوة ولكننا لا ندرك عمق الوهن الذي يسكن أرواحنا !
هكذا حادثت نفسي عندما تكالبت عليها الهموم رغم أني لا أملك السبيل إلى إقناعها ، كنت أعلم أنني أحاول أن أكون ذات فائدة عند محاورتها لعلي أصيب شيئا من راحةٍ خلال ذلك الحوار .
نعم أردت أن أكون رفيقة ذاتي حين خُلوة حتى إذا فاض الشجن وعصف بدفء ذاك المساء كنت أكثر قدرة على مصافحته تحت جنح الظلام ليسكن الأعماق دون أن يفضح وليكن رسول العين في غفلةٍ حتى يُخالط ندى الإصباح على ورق أقحوانٍ طال ليله .
بخُطى متهالكة وأنفاس تجترُ بعضها كانت النفس تبتلع مرارة الغياب في كأسٍ من علقم الواقع الذي تعيش ، تمتمة الفجر تردد النجوى تطوي أطراف الليل بصمتٍ واقتدار ، يستيقظ الكون دون جديد إلا من شعورٍ بالخيبة يلتحف أول الشروق لينذر بيومٍ كائنٍ كما قُدر له لا يملك من أمره رغبة الحضور ، يشبهني ولست أشبه إلا نفسي التي لا تدرك كينونة التعاقب قدر إدراكها حقيقةً واحدةً تدور بداخلي دون توقف .
على وعدٍ بانتظار لغائب ذي حضور كان الأمل سيد اللحظة رغم الألم الرابض في عينٍ أثقلها السهاد ، وكان الحرف رسولها ليكتب الحال .
كم حادثتها في لحظات جنونها وكم أعجزني عن تأملها حضورها بين يديه تحمل قلبها لتضعه في صدره !