تقسمُ بمواقع النجوم المتناثرة
على صفحات مجرات الكون أجمع
بأن انعكاس الوحش في زجاجتَيْ عينيها
ليس كما يبدو عليه، وليس لي،
إنما هو لكائنٍ أسطوريّ،
ينفث النار ليدفئ المشردين،
ويشعل _بأطراف ذيوله_ قدور الطعام
الملأى بشتى أنواع اللحوم والمرق،
لأطفال الملاجئ.
وأن أنيابه المصطبغة بالأحمر القاني
إن هي إلا بقايا ثمار جنانها
المعصورة خمراً.
تطعمني ألف أكذوبة،
وكلاماً مباحاً، وغيرَ مباح
وآلاف الأقاصيص لعوالم أخرى
ومخلوقات ضوئية بأجنحة لا تُعدْ.
هذا ما تفعله بعد أن يهدها التعب،
بعد ساعاتٍ طوالٍ من الرقص،
الذي كانت تشُدّ وتيرته كلما ارتخى جفناي.
وإن غفوتُ يكون آخر ما أتذكره قبل أن أغفو:
ملامح الموتِ على وجهها،
وأوصالَها المرتعشة وهي تهزني،
بعد أن توقفت عن الرقص وهرعت إليّ.
أرى فيما يرى النائم
الذئب الأخير على الكوكب
مسلوخاً عن فروه
ومخالبه
وأنيابه،
وأراني جالساً بالقرب منه،
وبيدي خِياط،
ومعطفٌ رماديّ.
وعندما أستيقظ من موتتي،
أجدها _عبثاً_ تحاول أن ترتب ابتسامة مرتبكة،
وتدس معصمها المعصوب خلف ظهرها،
وتتمتم:
لقد أخذتْكَ سِنة، أأصبُّ لك بعض النبيذ؟
وبجسدٍ منهك، وقبل أن أجيبها،
تشرع في الرقص.
عندها يعاود الكائن الخرافي الظهور
بين جفنيها..
يحرق بالنارِ قرًى مأهولة،
وتارةً أخرى يلعقُ جرح فمه المرتّق.