صباح الخير للشمس في كبد السماء ترسل شعاعها
يطرق نوافذي ويستعجل علي باليقظة وترحيل ذبول
النوم عن ملامحي ..
أتمدد وأنكمش كطفل تحتضنه كفي أمومة ..
ينقلني إحساس الطفل ذاك إلى الحلم .. إلى حينا القديم ,
حيث الشوارع الضيقة والجدر المتهالكة ,
فصباح الخير لحينا القديم .. بشوارعه الهادئة
في قمة الصخب ..
صباح الخير للرمال التي احتضنت عبث
كرة سالم وناصر ..
صباح الخير لجارتنا العجوز , التي ألجم الزمن لسانها ,
فلم تتحدث للغرباء ولا حتى لرد التحية ..
صباح الخير للرجل ال يربت على كتفي كلما رآني ويمسح
رأسي وكأنه يزيل غبار الأيام ويبقيني بلمعة الطفولة
ليهديني الحلوى بكفيه السمراوين ال كثيراً ما فضحتا شيباً
أخفاه سواد شعره ..
صباح الخير للمسجد المجاور وصلواته الموقظة لغفلتنا ..
صباح الخير لحكايا جدتي وتمراتها السبع وقهوتها العربية ..
صباح الخير لسلم منزلنا الذي ترك لي ندبة لا تزال
خصلات شعري تخفيها بإتقان ..
صباح الخير لبالونة صفراء صرخت بين يديَّ طفلة
كبرت وكبرت خشيتها من صراخ البالونات بكل الألوان ..
صباح الخير للحارة الضيقة .. والقلوب الواسعة
صباح الخير للطفولة المغدورة بخنجر الأيام / الآلام
,‘
الآلام .. !!
حتى الطفولة تنفينا من ذاكرتها لـ تلقي صخرة الواقع
بقسوتها أمامنا ..
وتذكرنا باليوم .. بهذا الصباح المضني ,, المربك ,,
تذكرنا بالشمس التي استنفذت محاولاتها لإيقاظنا
فأرسلت شعاعها يوقظنا بكلتا يديه ,, يتأكد من خروج الأحلام
مع آخر ذكر للطفولة والحي القديم ..
,‘
أشرت إلى الشمس بيدٍ متكاسلة .. أن أرحلي ..
الحلم رحل , والراحة غادرت تاركة لي موعداً مفتوحاً
يحدد تاريخه القدر , لم يعد هناك ما يستدعي تأخر صحوتي ..
أرحلي , وفقط اتركي لي شيئاً منك يعينني على السير في عتمة الأيام/الآلام
علي أصل إلى الغد بأمان ..