قراءة نقدية لرائعة المجلاد

[عطاالله المضياني]

مساءكم شعر لا يشوبه إلا اللون الأبيض

أعجبتني هذه النقيه الطاهرة ,, لشاعر الموقف عبدالله سماح المجلاد .

قصيدة كانت أشبه بسيناريو محكم الوثاق ,, أستطاع الرائع عبدالله أن ينقلنا من خلالها إلى قلب الهـدف وساحته


توطئـــــة :

كتب المبدع عبدالله القصيدة في حادثة عتق رقبة ,, القضية كانت عن الكريم السخي عايد مناور الحركان عفى عن قاتل أبنه في موقف صعب جدا ,, عندما صاح بأنه أعتقه لوجه الله راجيا من الله الجزاء والمثوبة ,, ولم يكن هذا فقط بل امتد الكرم إلى أن طلب من الأمير أن يكون وسيطا في الشفاعه لعتق رقبة أخرى ,, لا حرمه الله الأجر
لا أريــد أن أطيل عليكم :


القصيــــدة :



[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هي تـــَـوْهَبْ الأعمـــار أو مَــا تِنْـوِهِبْ=سؤال مـــــــــرّ بخـــاطـري عابر سبيل
ولقيـت اجـــــــابــــات السـؤال الملتهب=فيمن حقـــن دم الْخَصُــمْ عــــن لا يسيل
إن كان بعــــذوق النخــــــل ينبت رُطَبْ=بعروق عــــايــد منـــبـــت الفعل النبيل
والحلم يقتل بــــا لرجـــا جيـــل الغضب=وفعلك يــا بن حركان كان اصدق دليل
والكـــــايـــــدات اللي تهــدّ مــن التعب=لــــو هي على شــــمّ الجبــال الاّ تميل
نِقَلْتَهَا في موقف اصْعَـــبْ مِــــنْ صَعِبْ=ويــن الكتــــوف اللي مثل حِمْلَكْ تشيل
مـــــــا للشدايد كــــود فرســـانٍ تِهِبْ=في ســـــاعةٍ يِنْكِفْ بها الوجـــه الذليل
يا حي راسٍ مثل راسك مـــا احتجب= يا لصيرمي يـــــا نــاقــل الحمل الثقيل
حيـيت يــــا راسٍ على المجــــــد انتصب=راسٍ هَــزَم بــــا لعفو جيـــش المستحيل
أسمك يبـــــــي يُنْقَش بـــديـوان العرب=وفِعْلَكْ يبـــــي يـــروى لجيلٍ بعد جيل
فِعْلٍ يُخَلـــّد بـــــالصــــدور وبـــا لكُتُبْ=مـــــن مِعْتِقٍ مــــــا دوّر ابـْـ(عتِقِهْ بديل
وجملـــه على صــــدر الزمــان وتنكتب=فعل المضيـــــــا ني حشا مــا له مثيل
اللي عفـــا ولغيره الجا هــــــــــه طلب=تطلب لغيرك عفــــو يـــــا لشهـم النبيل
فيـــــك المثــل يُضُرَبْ بتفريـــج الْكُـرَبْ=لا صـــــار موقف فيـــه مــن هذا القبيل
يا مْجَفِـــــفٍ دمعٍ تعلّـــق بـــا لهــــد ب=يجري على الخدّين وارضـــــه با لشليل
مـِـنْ عين مَــــنْ كـــــانت تنوح وتنتحب=وتنثر مــدامعهــــا مثل وبــــــل المخيل
أمٍّ على محنــة وَلـَــــــدْهـَـــــا تضطرب=أمٍّ يِجَرّعها الــزمــــن كـــا سـا ت ويل
تزيـــدهـــــــا الأيــــــام خـوف وترتقب=ساعـــه بهــا التنفيــــذ معنــاه الرحيل
تــــدعي بدمعـــات العــــذاب المنسكب=وتخفي عذابـــــات الصبـــاح بثوب ليل
وفــرّجت كُرْبَتْها يـــا فكّــــاك النشب=تسجـدّ وتــدعي لـــك ودَمْعَتْهــا تسيل
نفسٍ نِجَـــتْ مــن موتهــــا وانت السبب=أعْتَقْتهــا لِــلــــَّه يــــــــــا راع الجميل
من قبل مـــــا تَجثوا على الأرض الركب=حَفَظْتَهَـــا مِــــنْ ضربــة السيف الصقيل
أخـــذت الاجـــر وعنـــد ربـــك تِحْتِسِبْ=أجر ومثوبــــة صاحب المـــــدّ الجزيل
ومـــن حقّهــا ترقص مـــــن الْعِزّه طرب=قبيلــة الويــــــــــلان وتـــْفَـــلّ الجديل
لَبَّسْتَهَا يــــــــا لحــرّ تيجـــان الـــذهب=يا لشامـــخ اللي مثل قـــا مــات النخيل
فِعْلَكْ عَجَبْ ،أكبــر ،أشــدّ مــن العجب=في موقفٍ يصبح بـــــــه الطيِّـــب بخيل
يــا لوا يلي يا بن الحسب يــا بن النسب=المـــــدح مهمـــا قيل فــــي حقّك قليل
قِلْتَهْ وانــــا رَجْـــلٍ بِهَرْجِـه مـــا كِـــذَب=شاعر أصيل ومــا مـــِــــدَحْت الاّ أصيل
والشكر لــك مـــن كـــل خلق الله وجب=يــــا محيــــي القاتل بمعـــروف القتيل
يا مِــــنْ علــــى غيره بمعروفــه وَهَبْ=عمرٍ جــــديدٍ يـــا عسى عمــرك طويل
يا مـــن صَعَدْت أعلى المراتب والرتب=بــــا لمرجله والجود يــــا زَبْــن الدخيل[/poem]

 

[عطاالله المضياني]

[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هي تـــَـوْهَبْ الأعمـــار أو مَــا تِنْـوِهِبْ=سؤال مـــــــــرّ بخـــاطـري عابر سبيل
[/poem]

بدأ الشاعر القصيدة بأستفهام غرضه التشويق وتوطئه لشيء عظيم بالنسبه للشاعر ,, ولم يترك الإجابة للمتلقي فقد كانت الإجابة من خلال البيت الذي يليه

[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولقيـت اجـــــــابــــات السـؤال الملتهب=فيمن حقـــن دم الْخَصُــمْ عــــن لا يسيل
[/poem]

نعم ,, الأعمار بيد الله ولكن هنا حياة جديدة ,, بعد قدر الله ومشيئته ,, هكذا يكون للأنسان عمر آخر ,, كما أختبر الله خليله ابراهيم عليه السلام في أحد عباده ,, فكان لله حكمته في ذلك .

[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن كان بعــــذوق النخــــــل ينبت رُطَبْ=بعروق عــــايــد منـــبـــت الفعل النبيل
[/poem]

بيت اكثر من جميل .

شبه الشاعر الممدوح بالنخيل برفعته وشموخه وأنه لا ينبت إلى الطيب والفعل الذي يرفع من قدر الرجل ولا يخفضه .


[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والحلم يقتل بــــا لرجـــا جيـــل الغضب=وفعلك يــا بن حركان كان اصدق دليل
والكـــــايـــــدات اللي تهــدّ مــن التعب=لــــو هي على شــــمّ الجبــال الاّ تميل
نِقَلْتَهَا في موقف اصْعَـــبْ مِــــنْ صَعِبْ=ويــن الكتــــوف اللي مثل حِمْلَكْ تشيل
مـــــــا للشدايد كــــود فرســـانٍ تِهِبْ=في ســـــاعةٍ يِنْكِفْ بها الوجـــه الذليل
يا حي راسٍ مثل راسك مـــا احتجب= يا لصيرمي يـــــا نــاقــل الحمل الثقيل
[/poem]

شاهدوا معي كيف ينقل لنا الشاعر صعوبة الموقف ,, وهو أن الحلم يخمد الغضب كما يخمد الماء لهب النيران كما هو موقف الممدوح ,, موقف ليس بالسهل شبهه الشاعر بما يحرك الجبال الرواسي ,, قليل من يصمد في هذا اللحظة ,, ويرتجل موقف حاسما كهذا ,, ليس لها إلا الشجاع الذي يتكئ لها .

[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حيـيت يــــا راسٍ على المجــــــد انتصب=راسٍ هَــزَم بــــا لعفو جيـــش المستحيل
أسمك يبـــــــي يُنْقَش بـــديـوان العرب=وفِعْلَكْ يبـــــي يـــروى لجيلٍ بعد جيل
فِعْلٍ يُخَلـــّد بـــــالصــــدور وبـــا لكُتُبْ=مـــــن مِعْتِقٍ مــــــا دوّر ابـْـ(عتِقِهْ بديل)
[/poem]


ما أبلغها من صورة ,, (راس ِ هزم بالعفو جيش المستحيل ) ,, تمعنوا معي بعمق هذه الصورة حينما قابل العفو بجيش لم يكن أي جيش بل الجيش الذي يستحيل هزيمته ,, لله درك يا عبدالله .

أستمر الشاعر بالثناء على الموقف الشجاع وصاحبه بنفس العمق والتركيز والمستوى في أبياته السابقة ,, وبين أن الممدوح كما نعلم أنه أعتق غريمه لله و لوجه الله ,, طالبا الأجر من الكريم المنان .

 

[عطاالله المضياني]

[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وجملـــه على صــــدر الزمــان وتنكتب=فعل المضيـــــــا ني حشا مــا له مثيل
اللي عفـــا ولغيره الجا هــــــــــه طلب=تطلب لغيرك عفــــو يـــــا لشهـم النبيل
فيـــــك المثــل يُضُرَبْ بتفريـــج الْكُـرَبْ=لا صـــــار موقف فيـــه مــن هذا القبيل
[/poem]

يذكر لنا الشاعر في هذه الأبيات ,, أن الممدوح تعدى كرمه وشهامته إلى أن طلب من الأمير الذي حضر العفو أن يشفع في عتق رقبه أخرى ونقل أكثر من رائع لشهامة الممدوح .


[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا مْجَفِـــــفٍ دمعٍ تعلّـــق بـــا لهــــد ب=يجري على الخدّين وارضـــــه با لشليل
مـِـنْ عين مَــــنْ كـــــانت تنوح وتنتحب=وتنثر مــدامعهــــا مثل وبــــــل المخيل
أمٍّ على محنــة وَلـَــــــدْهـَـــــا تضطرب=أمٍّ يِجَرّعها الــزمــــن كـــا سـا ت ويل
تزيـــدهـــــــا الأيــــــام خـوف وترتقب=ساعـــه بهــا التنفيــــذ معنــاه الرحيل
تــــدعي بدمعـــات العــــذاب المنسكب=وتخفي عذابـــــات الصبـــاح بثوب ليل
وفــرّجت كُرْبَتْها يـــا فكّــــاك النشب=تسجـدّ وتــدعي لـــك ودَمْعَتْهــا تسيل [/poem]

ينقلنا الشاعر إلى الجهة الأخرى ,, إلى القلب الرقيق الزجاجي ,, ( الأم ) ,, كان الله في عونها ,, وآجرها في مصيبتها الرحيم الرحمن ,, وهي لا تكف عن الدعاء والصلاة والإبتهال أن يكشف عن كربتها ,, مع إقتراي ساعة الصفر ,, ثم ذكرنا الشاعر بالموقف الشجاع للممدوح و وضح لنا موقف الأم المسكينة بعد أن وصلها خبر الإعتاق ,, لله درك يا أبا بســام وكفى !


[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نفسٍ نِجَـــتْ مــن موتهــــا وانت السبب=أعْتَقْتهــا لِــلــــَّه يــــــــــا راع الجميل
من قبل مـــــا تَجثوا على الأرض الركب=حَفَظْتَهَـــا مِــــنْ ضربــة السيف الصقيل
أخـــذت الاجـــر وعنـــد ربـــك تِحْتِسِبْ=أجر ومثوبــــة صاحب المـــــدّ الجزيل[/poem]

يعود بنا الشاعر ويذكرنا بموقف الممدوح الأبيّ ,, بصورة لا تقل جمالا عن شقيقاتها .


[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومـــن حقّهــا ترقص مـــــن الْعِزّه طرب=قبيلــة الويــــــــــلان وتـــْفَـــلّ الجديل
لَبَّسْتَهَا يــــــــا لحــرّ تيجـــان الـــذهب=يا لشامـــخ اللي مثل قـــا مــات النخيل
فِعْلَكْ عَجَبْ ،أكبــر ،أشــدّ مــن العجب=في موقفٍ يصبح بـــــــه الطيِّـــب بخيل
يــا لوا يلي يا بن الحسب يــا بن النسب=المـــــدح مهمـــا قيل فــــي حقّك قليل
[/poem]



هنا يذكر لنا الشاعر أن هذا العمل السخي والمعطاء يمتد صيته ليصل إلى قبيلته ؛؛ شبه القبيله بالأنثى حينما ترقص فخرا بفعل من يعز عليها ؛؛ كما أن الطباق في العجز ((في موقفٍ يصبح بـــــــه الطيِّـــب بخيل)) بين الطيب والبخل أكثر من رائع أعطى للبيت قوته وسماكته .



[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="royalblue" bkimage="" border="double,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]


قِلْتَهْ وانــــا رَجْـــلٍ بِهَرْجِـه مـــا كِـــذَب=شاعر أصيل ومــا مـــِــــدَحْت الاّ أصيل
والشكر لــك مـــن كـــل خلق الله وجب=يــــا محيــــي القاتل بمعـــروف القتيل
يا مِــــنْ علــــى غيره بمعروفــه وَهَبْ=عمرٍ جــــديدٍ يـــا عسى عمــرك طويل
يا مـــن صَعَدْت أعلى المراتب والرتب=بــــا لمرجله والجود يــــا زَبْــن الدخيل

[/poem]

يختم الشاعر القصيدة مفتخرا بمقدرته الشعرية وأن الممدوح يستحق ذلك وأن المدح في محله
ويختتم ببيتين ثقيلين كانا خير ختام لهذه الطاهرة النقية .

 

[عطاالله المضياني]

هذه محاولة لاحتواء هذه اللوحة الجميلة ,, آمل أن أكون وفقت في مساحتي الضيقة اخراج هذه القصيدة بصورتها .

شكرا ً لشاعر هذا النص وشكرا ً لقلوبكم
انتظر مروركم / ارائكم / تقييمكم
لهذا الضوء الخافت .

دمتم انقيـــاء برعاية رب الارض والسماء

كل الحــــــب .
نتمنى له ولكم ولهذا الصرح الذي جمعنا على الحب و تذوق كل ماهو جميل في الأدب , كل التوفيق .

 

[قايـد الحربي]

عطاالله المضياني
ـــــــــــــــ
* * *


قراءة الشعر بهذه النظرة الثاقبة التي بإمكانها أنْ تفتح
أبواب النصوص الجميلة ، هي ما يجب أنْ تهتمّ به الساحة
بدلاً من إغراقها بقصائد لا تجد فيها العين مكاناً للنظر .

والشاعر عبدالله المجلاد
شاعرٌ بإمكانه أنْ يخلق من الشعر نصوصاً لا تمرّ مرور
الكرام بل مرور الغمام .. لتُقرأ بأكثر من عينٍ و وجهة .

:

شكراً لك كثيراً .

 

[سامي العمر]

عبدالله سماح لاأخفيك بأنه إسمٌ فاجأني فعلاً كما أفرحني
ولاأخفيك بانني فرحت كثيرا لوجود من يقرأ جماله الأخّاذ بجمال

 

[عطاالله المضياني]

القائد / قايد

إشادتك تاج وحضورك عرش

عذرا ً على تأخري للرد فلقد فقد العضوية من فترة طويلة



أنت تعني لي الشيء الكثير بعيدا ُعن الشعر

صوم مقبول .. وذنب مغفور يالغلا

 

[عبدالله العويمر]

عطاالله
أمْطرتَنَا بِهذا الطّرح

عبْدالله

شَاعِر ٌ كَالغَيْم

كُل الشكر