شتات

[العـنود ناصر بن حميد]

أعلم أن الليلة ليست مناسبة للحديث
أو الكتابة
لكنه شيء يحثني على قول مالم أستطع قوله حتى لنفسي!!
دعني أرتب كل الأشياء من حولي .. وأعود
لاتخف
كنت اسأل نفسي هل فعلاً ستعودين
هذا السؤال لست بحاجة القاءه علي ولو بصمت
نعم سأعود
فقط هي الأشياء من حولي تسبب لي بعض الارتباك
و
سأعود

 

[العـنود ناصر بن حميد]

أن أخرجك من الداخل أمر ليس بالسهل
تعلم ماتفعله السنين
تتراكم بكل قسوة
وتُجيد رصف الطرقات الداخلية بكل ماله معنى أو حتى ليس له معنى
لكنك بالمقابل
حافظت على مساحتك الخاصة
تشبثت بما تملكه
كـ مزارع يرفض المد الحضاري ويزرع حقله بالياسمين والحنطة
ويصادق على الفرح وعرس الربيع في نهاية كل مجهود يروى بعرق الجبين

ومازلت بالداخل تقاوم تيارات النسيان

 

[العـنود ناصر بن حميد]

كنت أردد
الأصوات ليس مصدرها فقط العالم الخارجي
لكني لم أكن أنصت حينها
إلا لما يدور حولي
ويرتطم بسمعي مخلفاً وراءه القليل من الاهتمام
الآن
سأصغي
ليس لما يدور هناك
في عالم تسكنه الوجوه التي تعبرني دون ابتسامة
بل سأصغي للداخل
رغم أن الصوت خافت .. ربما هو متعب بعض الشيء
لكن الهدوء .. ربما سيساعدني قليلاً

 

[العـنود ناصر بن حميد]

العودة للماضي
أمر ليس بالسهل
وليس بالصعب أيضاً
هو أمر يتأرجح .. بين رغبة ورفض
وأنت وحدك
كنت أجمل صور الماضي
وتعلم بذلك

 

[العـنود ناصر بن حميد]

تعلم أني أكره الحناء
رغم أنها الزينة الوحيدة المسموحة لنا كفتيات أعتدن التسابق بطيش طفولي
والتفاخر بمن تملك نقش حناء أجمل من البقية
كنت تضحك حينما ترى تبرمي من رائحتها
وتذكرني بابتسامة صغيرة
الحناء من شجر الجنة .. ياجنة
كنت أفرح حينها
ليس بالحناء بالطبع بل بالجنة
اليوم
وبعد كل هذه السنوات
وضعت الحناء
لم أتسابق لأري الفتيات نقش الحناء
لم أتبرم من رائحتها
كنت فقط أشتاق
أشتاق للجنة

 

[العـنود ناصر بن حميد]

كبِرت
وكبرت أنت
أحلامنا لم تعد كما كانت
ربما تغيرت بعض الشيء
رغم أننا تعاهدنا على أمنية صغيرة
سنحققها مهما أخذتنا الجهات
وفرقتنا السنوات

سنعود ذات يوم
للمدينة ذاتها .. للشارع الترابي نفسه .. للبحر .. للنخيل
لوجوه الصغار المعجونة بالشمس
لفرح المساء المعلق كقناديل خجلة
لحرارة الهواء الرطب الذي يلامس أجسادنا في ليالي الصيف

سنعود ذات يوم
تُرى هل مازلت تذكر