العيون السود

[مصطفى معروفي]

العيون السود
شعر مصطفى معروفي
ـــــــــــــ
ألـقــى الــحــمــار قــصـيـدة لا تُــفـهـمُ

لـــم يـسـتـسغْـــها مـــن بـشـعْـر يـعـلـمُ

قـــال الـحـضـور و قـد تـفـجـر غـيظهم

"شــعــر الــحـمـار كــأكـلـةٍ لا تُــهـضـمُ"
***
تــقـول الـعـيـون الــســـود مـــا لا يـقـوله

أولوا القول في الإفصاح عن مضمر القلبِ

يـقـلْـن لــنـا فـــي غـــمـزةٍ مــا تـضـافرت

و نـــاءت بــه حـمْــلا تــلالٌ مــن الـكُـتْبِ
***
قـلـبك بـورجـوازيٌّ مــع

أن سـلـوكك بـروليتارِي

فحقيقة أمرك ليس كما

تـبدو بـل مـا أنت تواري
***

مسك الختام:

طريق الطموح الطويلةْ

تعاف التفاتاً

إلى الخُطُوات الكليلةْ.

 

[عُمق]

أربعة مقاطع تختلف في الموضوع واللغة والرمزية
تترابط برؤية نقدية كاريكاتورية ساخرة.
المقطع الأول:
"الحمار .. رمز لمن يتجرأ على القول دون فهم أو موهبة.
"قصيدة لا تُفهم .. تخفي وراء الغموض والتكلف.
تشبيه الختام "كأكلة لا تُهضم .. ثقل وعدم قبول وضيق نفسي.
والمغزى.. نقد لاذع لمن يظن أن الشعر مجرد إلقاء مموّه خالٍ من الإحساس الحقيقي أو الرؤية الجمالية.

المقطع الثاني:
مغزاه الصدق في التعبير لا يُحتكر بالكلام بل قد تسكنه الإيماءة والنظرة وربما الصمت.

المقطع الثالث:
يعيدنا إلى النقد الساخر في النفس البشرية
حيث الانفصام بين الجوهر والمظهر
والمغزى منه الإنسان يُخفي داخله ما يناقض ظاهره.

المقطع الرابع:
نهاية بقافية مختلفة ونبرة حكمية
مغزاها دعوة إلى الثبات وتجاهل الضعف.

القصيدة أ.مصطفى ازدواج بين القناع والحقيقة
تمزج بين النقد الاجتماعي ’’للمتكلّفين، للمدّعين وللمتصنّعين’’
والحكمة الخفيفة بشكل ساخر.

 

[عبدالإله المالك]

بعض النصوص الشعرية تشحذ همم المتلقي لينفجر تحليلا وقراءة واعية كما فعل "عمق"

مصظفى هنا يكثف الموجز ويوجز المكثف ويجمع الأضداد ثم يفرقها مرة أخرى

حييت يا صاح