...
...
لأن ضمِيري قد مات أرى المشَاهدَ وأتلذذُ بِألوانِ الدِّماءِ .
أسمعُ الآلات تُعزَفُ وأستمتع بِالرّقصِ على إيقاع نصرِ الأعداءِ .
أرى خدَّ البَراءةِ يَحترق . أرى القَهرَ يَصرُخُ فِي صَدر الوَطن !
أنا آسِف !
لأني لَستُ أمِينًا أقِفُ أحتضن سكُوني صَامتًا
لأني رضِيتُ بِالظُلم وبقِيتُ واقِفًا !
لأني لَم ألتفِت لهُمْ . لأني لم أجادلْ . لم أُجاهدْ
لأني لم أقف فِي وجه العدوان وارتضيت بِالذُّلِّ والهوان !
أنا آسِف !
لأنّكِ ياقُدسُ تحترقِين منذُ الأزل .
لأنكِ ياشَامُنا تصرُخِين من طُغاة الدينِ وجبروت الحُكم !
لأن من أوصانا بِهم ربُّنا ولأنَّ يَمنُنا يَحتضِر
وشَعبُها يَتجرَّع مرارة الظُلم والقَهر !
أنا آسف !
ياالله أنا آسِف يارب العِباد لأني لم أكُن كُفؤًا لإنسانيَّتي
ولم أكن كُفؤًا لأمانتك الَّتي حملتُها على عاتِقي كي أنصُر دينك
وأتصدَّى لأعدائِك . لأننا تافهُون سَعينا لِما لَم نُخلق لَه !
أنا آسِف !
يارسُول الله أنا آسِف يانبِي الله لأني لم أكُنْ طوع أمرِك
لأني أهدرتُ روحي فِي غايةٍ غير مَاتتمناه وأمرٍ لَم تكُن تَرضَاه.
يامُن قُلت " أُمتي . أُمتي " أُمتك تُظلم . تُقتل . ونحنُ صامتون !
أنا آسف ياحبيب الله لأننا لسنا أهلًا أن نكونَ من أمتِّك !
ولِيدة اللَّحظة لـ أبعاد كَما هِي دُون تصحِيح .
كُل التقدِير والمَحبَّة لأرواحكم .
