خربشة على جدار من ريح

[أروى المهنا]

سأسخّن الليل وأصبه بقدحٍ من المساء لأشربه
سأرتوي من ذنوبه حتى أُشبع روحي منه جيداً
هكذا سوف أرقع ذاك الثقب الذي سببته بنفسي لنبضي
لكن ماذا إن راح ذاك الثقب يتسع يوما بعد يوم
هل سأظل أشرب !
وماذا إن أدمنت على ذلك
في مدينتي لايحبذون المدمنين
حتى العشاق يحرمون الإدمان فيما بينهم
وبما أنني لا أهتم كثيرا بمن فيها و لها
سأسمى " مدمنة "
..
لذيذ هو طعم الليل
تشعر بشيء من النشوة عند أول كأس
الجميل في الأمر هي تلك الحالة تعتريك وقتها
التي تعرّيك من كل شيء
إلا من صدى نَفسُك
..

تأخذ الجدران بالإنكماش شيئا فشيئا
كأنما تريد الإنتقام منك ..
أعترف بأنني لعنتها ذات يوم ..
ها أنا أرتكب الخيانة ولأول مرة ..

تبدأ بالهذيان
ويبدأ المساء مابين غصة وقبضة


تلتقي الروح بالسماء وتتمنى لو يطول اللقاء
آهٍ ما أحلاها هي السماء
أفتقد أن تشعلني تلك القطرات
لتبدأ هي بالهطول
وأبدأ أنا بالرقص على وقعاتها
..
الليلة مارست لعبة المتاهة
التي طالما كرهتها منذ صغري
ربما يرجع لأنني كنت ومازلت أمقت الضياع
لاأدري حتى كيف يطلقون على تلك المأساة " لعبة "
ومع ذلك قمت بتحديها
لم أصل بعد الى النهاية
لازال هناك طريق في الذاكرة
..