هذه الأبيات كتبتها قبل عدة أيام لأحد أصدقائي بـ ( لندن ) وفاءً مني لوعدٍ سابقٍ وعدته إياه حينما دعاني لحضور أمسية أدبية هنالك ثم عزمني للعشاء بعدها، وحينما كنا خارجين سألني فجأة قائلا : ( ماذا تقول يا علي؟! ) وكان يريدني وقتها أن أسمعه بعضًا من شعري ! فقلتُ له : سأخبرك لاحقا بما أقول!
فكان هذا جوابي له :
لا القولُ كلا سيكفي حالَ تبياني
ولا السكوتُ ولا حرفي وأوزاني
الصمتُ حكمةُ إنسانٍ إذا قُبِلت
وفي الكلامِ فُضولٌ بعض أحيانِ
كلاهما يقتضي للحالِ منزلةً
قولٌ مفيدٌ وإلا صمتُ إمعانِ
يا أيها الشهمُ لن توفيك قافيتي
لو أكتبُ الشعرَ بحرا دونَ شطآنِ
يا معدنَ الطيبِ مهلًا إن مُلهِمَتي
للشعرِ ليست بأنثى لا ولاجانِ
ولستُ أبحثُ عن حرفي مجاملةً
وليسَ يبعثُ حرفي أيَّ إنسانِ
لكنها الروحُ تسمو في السما طرباً
إن صافَحَتْ لحظةً إبداعَ فنَّانِ
وينتشي القلبُ من قومٍ برؤيتهم
أهلَ الكرامةٍ إن وافوا بميداني
وإن سمعتُ صداهُم زارَ مملكتي
فإنه العطرُ يُذكِي كلَّ بستانِ
وإن تمازجتِ الأرواحُ مَعرفَةً
فتلك أسعدُ لحظاتي وأزماني
وإن قرأتُ قَبُولي حينَ أبصِرُهُم
في صفحةِ الوجهِ أو في عينِ فهمانِ
فعندها لا تَسَل عن قولِ من بَلغَت
به مكارمُ صحبٍ صمتَ عرفانِ
فالصمتُ أبلغُ من قولٍ يحيطُ به
ثوبُ القصورِ؛ لمن بالجودِ وافاني
وهاكَ يا صاحبي في العُذرِ أغنيةً
على بساطِ الوفا، والصدقُ عُنواني
خُذهَا مُعطَّرَةَ الأوزانِ في ألقٍ
يشدُو بِها الطير أنغامًا لنشوانِ
وتحتفي (لندنُ) الأحبابِ في طربٍ
ويرقُص الزهرُ مختالاً بألحاني
علي الفيفي
الأربعاء ١٦ مارس ٢٠١١م