
عقب سيجارةٍ كافٍ تماماً لمنعِ الأحتمالات من التدّفق
الطيور في صباحٍ قلِـق
لم تنفض حُزن الليلة الوحيدة بعد
الشمس في انتظار صوتك
أعمدة الإنارة تتبادل التحايا مع الموتى
الأمهات يدفعنَ صغارهم ليكبُروا
الدمع الذي خلّفه غيابك يملأ أسطح القلب
صخبٌ في الرّوح تقابله سكينةٌ في السماء
الفجر لم يكُن مُطمئناً كـعادته
لا وردَ يلوّح لي في نهاية الشارع
وحدي متخليّاً عن وصيّة الخُبز
اشربُ الشاي مع الطريق
تدخنّني الأسئلةُ بنهمٍ
لماذا تتمرّد الحياة على نفسها ؟
و أنا الميّت وأنتِ القبْر الذي أنتظر
كيف يُمارسني الأرق بشكلٍ مُنهك ؟
وعيناك ساحلُ المُتعبين
لماذا تخافُ الأحلام أن تصحو بعيداً عنك ؟
والأفق يرتدي وجهك
تاهت بوصلة الغدِ مبكرّاً
الأرصفةُ خانَت رائحتك
واكتظّ العابرون كالطيورِ بالفقد
قادمين من الليل الذي يهرب من الشتاء
يلفّون أحلامهم
نحو صباحٍ ضيّع ملامحه وشمسٍ تنتظرك
الطيور القلِِـقة في صدري
كلّ الطيور
رهنُ نهارك ..!