لم أكن أجوب المساء إلا مثخنٌ بليلٍ مترهل
أو وجع مبتلٌ باليأس..
أعبر الحياة بعكازين من أنين..
و فوق مدن الحَيرةِ جدْبٌ محلّق بي ..
فحمَلَتكِ الأقدارُ أيتها المتمتِمةُ بالدهشةِ ..
إلى شهقات أيامي..
فضممتُكِ إلى أنفاسي اشتمُّ رائحة َحضورك الشهي..
أتلمس جسدَكِ المترَع بالحياة ..
أتحسس أكوام البهاء المبعثر فوق عينيك..
وجدتُك صرخة هاربة
من بين سطوري !
من تحت أجفان قصائدي..
ومن بين رائحة التفاح المسجّى في كلماتي ..
تلجين كقطيع ٍمن الرعد بين آهاتي
وقد عدتِ موطن الدهشة المعتّقة بالنقاء ..
و بين أصابعك خرافة تنتفض دفئاً
تومئ بحدَق ٍ لرائحة الأساطير
القادمة من أزمنتك البيضاء.
عدتِ وقد نضج الحنين على قارعة الرمال
و الكروم تمتطي مراسم الاخضرار..!
تعلّقين قلائدك الإغريقية حول أنفاسي..
وتنفثين رائحة العصور الملبدة بالضباب بين أيامي..
وخلفك أسراب من المساء المغسولة بمواسم البقاء
وبين أهدابك نهر ودفء ..
تمضين وروحي وردة
على ضفاف يديك ..
وعند منتصف الشتاء
أقف كالمطر المتدحرج ببطء المساء
تخيطين أحلامي بنزق العبور
ممتطية ً كتف الذهول
بأعجوبة النبض..
الموشوم بالخلود
وبداخلي منجم يكاد ينهار
وتلك المدن الخرافية
لم يبق منها إلا
أضواء مصلوبة
فوق ذاكرة الرعد !
فكوني كما أنتِ !
"محمد الشهري/25/3/1432هـ