:
كانَ ليلُ نضال في ذلكَ اليومْ كَـئِـيـباً خَامِلاً مَـليِئاً بِالإحبَاط ، ولكِن مَعَ شُروقِ يَومٍ جَديد ، عادَ الأملُ وعَادتِ الحَياةُ لِنضال فهُو لا يَستسلِمُ بِـسهولَة .
قَـفزَ نضال مِن سَريرِه ، رتَبَ نَـفسه وخَرج َمِن البيتِ متَـلهِفاً لِـرُؤيَةِ أصدِقـائه .
ذهَبَ للجَامِعة وهُناكَ لقيّ جَهاد ..
جهاد مُـبتَسِـماً : السلامُ عليكُـم .
نِضال : وعليكُم السلام والرحمَة ، هاه كَيفَ أحوالُكَ بالأمس ؟
جهاد بِـ مَـلل: آآه مَاذا أقُول ؟ يومٌ تافِه لَم أفعَـل شيء ، مُـعتـكِـفٌ فيّ الغُـرفة لمْ أصَدقْ أنَ الحِصارَ زالَ اليومْ .
يُكـمِـلُ نِـضال بـسُرعه : أنا أيضَاً كُـنتُ أحَاولُ الخروجَ بالأمسِ فقَـد مَـلِلتُ الجُـلوس فيّ المَنـزِل ولكِن [ وهُو يَـزُمُ شفَـتيِه ] أمي ...!
جهاد ضَاحِـكاً : أعرِفُـها ههههههه بالتأكيد لمْ تَسمَح لكَ بِالخُروج
وجَلسَا يتحدَثانِ ثمَ حضَرا المُحاضَرات ، وبعـَد الجَامِعة ..
إلتَـقى المُجاهِـدون فيّ مكانٍ سِريّ وبدَأو بالحَدِيث عَن مُستَجدَاتِ الأمن والبلاد .
أحمد و الكَـآبَةُ تَـقتُلُ كلَ شُعورٍ دآخِـلُه : بيـنَ يومٍ وآخَـرَ حِصَار ، ما العمَل مَـلِـلنَا هذهِ الحَال !
سامِي : آآآهٍ لو أستَـطيعُ الوصُولَ لهُم ، لقّـطعـتهُـم بِـيديّ .
نِضال بغضب : يُقالُ أن البَارحة حُرِقت أشجَارُ الزَيتُون في حقلِ أبو صَالِح !
وقَـفَ سامي و وجهُـهُ قد أحمَـرَ منَ الغَـضب : لعنةُ اللهِ عليهِم ، إلى مَتى سيستَمِـُرونَ في هَـذا ؟!
قبلَ ثلاثةِ أيامٍ هُدِم منزِلُ أبو سَعيـد واليومُ تُحرَقُ أشجَارُ أبو صَالِح ! .


أمّا مُحمد ظـَـلَ هَـادِئـا ً و مُطـرِقاً بِـرأسِـه ثُــم فَجـأةً إتـسَعَـت عيـنـَـاه وإنـفجَـر بالحَـديث: إخــوتِـيّ !
أفَـكـرُ في شيء لكِّنهُ خطيرٌ بعضَ الشيء [ الآذان تتنصت على شفتيّ مُحمد بُكلِ دِقة ]
مُحمد : عَـملِـية إستِـشهادِية .
أطـبَـقَ الصـمتُ علـيـهِـم , يَـنظُـرونَ إلى مُحمدٍ بِ صدمةٍ إمتزجت بالتأييد له, و لـكنَ الحيِـرة كـانـَـت تُـغـشِـيهِـم
كيــفَ ومـنْ وأين ومَـتى و و و ؟؟ ....
شـعَـر مُحـمد بـحيـرتِـهِم فـأكـمَـل وهُـو يـتـفَحصُ وجُـهـهُم لِـيرى ما ينـعَـكِـسُ فيها : عـادةً عِـندَ الحِصَار يجـتمِعُ في بعـضِ المناطقِ
عدداً كَـبيراً مِــن الجُـنود .. أليسَ هذا صحيح ؟ حسناً
[ تـوقـفَ هُـنا و أخـَـذَ يُـنـقِـلُ بصَـرهُ فـيما بيـنَهـم بـهُدوء و أكـمَـلَ بـبُطئ تنـتابُـه الخِــشيَــة ] : قـدْ يَـبلِـغونَ خمسَةَ عشر جُـندِياً أو أقلُ أو أكثر من ذلكْ ،
اممم حسـنَـاً يخرُجُ أحدُنـا وكأنهُ يتَمشَى كالمُـعتاد .. سـيهـرعُـونَ إليهِ ويحَـقِـقُـون معَه
[ أحـسَ مُـحمد بـحرارةٍ تُـحرقُ جـسده حين نطقَ جُملهُ الأخيرة ] ..... يتَـوكَـلُ على الله ثُـمَ يُـفَجـرُ نـفـسه بينهُم ! .
أحَــسَ كـلٌ مِـنهُـم ب جَـبَـلٍ قـدِ إنهـارَ علـى رأسِـه
[ ربـَـاه ,, إنهَـا فِـكرةٌ مُـخِـيفـة .. فـرُبمـا قامُو بـ تـفتـيشِهِ قـَبلَ أن يُـبادِر بـشيء ] إتـسَـعت عيـنا نِـضال وهُـو يُـتمـتِـمُ في نفسـِـه !
كـــان لِـصَمـتِهِـم أثـَــر ، فَــمرَت دقَــائقٌ طـويلَـة وقَـد أعـتَـقدوهـا سُويعات
وقـفَ سامي وتَـنهَـد تنـهِـيدةً طويِـلة ، ثـُـم قالَ بأريـِـحيةٍ تـامَة : أنَـا ..
أنَـا مَـن يَـقُـومُ بِـهَـذا .!!
على رؤوسِهم الطير و أطبقَ الصمت ثُم ليكسِرو هذا السُكون تَـنـفَـسُو الصُعداء .
نِضال بإرتباكٍ واضِح: حَـسناً ولـكِـن ، امممم ، العملِية سـ ...
إبـتسَمَ سامي مُـقاطِعاً : مَصيـرُ الإنسانِ الفـناء والشهادةُ حق !
وبعدَ مضضٍ ومُحاولاتٍ شتّى من عُـمقِ سامي ّ خضَعو له .. أُعجِبوا بكلامِه وأيَـدُوه ، إتَـفـقـو على كلِ شيء مضَى أسبُـوع
و حانـَت اللحظةُ المُنتـظرة ..