رغم كل من يبذل من جهود في سبيل السير قُدماً نحو الأمام , مازال بعضهم يقع في الخطأ عامداً متعمداً وبعضهم يقع فيه عن جهل وبعضهم يقع فيه نتيجة إهمال وتقصير, وعلى ما يبدو هذا هو حالنا في كثير من مجالات الحياة بدءً من تقشير البصل وغسل اليدين مروراً بتنظيف الأسنان والنوايا والصدأ الأصفر وبناء الجسور والمنصفات الطرقية وحملات التلقيح والنظافة انتهاءً ببناء الإنسان.
نعم هناك الكثيرون منهم بيننا ونحن من بعضهم دون أن ندري أننا كذلك وقد ندري أننا على رأس إحدى هذه القوائم ولكننا نغض الطرف عن قبحنا لنفتح عيوننا على عورات غيرنا. هكذا نحن دائماً نرى الآخرين بلا قبعات ولا نرى عرينا.
الفاشلون وحدهم الذين يدّعون أنهم ناجحون طوال الوقت فيصفقون لأنفسهم ويرغمون غيرهم على التصفيق لفشلهم على أنه نهاية المشتهى من النجاح.
كيف يمكن لمن يفشل بمهمته الأساسية أن ينجح بالمهام الثانوية؟
كيف يمكن لمن يفشل في قيادة رغبته أن ينجح في قيادة أسرة؟
كيف يمكن لمن يخالف إشارة المرور أن ينظم سير أسرته؟
كيف يمكن لمن يفشل في السير على الرصيف أن ينجح في الوصول إلى نهاية المطاف بأمان؟
كيف يمكن لمن يفشل بفتح بابه أمام ألناس أن يفتح قلبه لهم؟
كيف يمكن لمن يفشل في تنظيف منزله أن ينجح في نظافة شارعه وحيه ومدينته؟
كيف يمكن لمن يفشل في تنظيف قلبه وجيبه ويده أن ينجح في الحفاظ على نظافة ما يؤتمن عليه؟
كيف لمن يفشل في تنظيف أنفه أن ينجح في تنقية الهواء الذي يستنشقه؟
كيف يمكن لمن يفشل في ربط كيس القمامة أن ينجح في مهمة ربط الأمور الهامة ؟
كيف يمكن لمن يفشل ببناء منصف طريق ودوّار ويبنيه بارتفاع يحجب الرؤية ويجعل منه ممراً للموت كيف له أن ينجح في بناء الثقة بينه وبين مستخدم هذا الطريق؟
كيف يمكن لمن يفشل في تربية طفل وحيد ينجح بمهمة تربية جيل؟ ( بالمناسبة لقد نشأ أبناء جان جاك روسو وعاشوا في دار لرعاية الأيتام بعيداً عن والدهم الذي هو أحد منظري التربية في العصور الحديثة).
كيف يمكن لمن يفشل في إزاحة مخالفة بسيطة في حارة خلفية أن ينجح في تخطيط وتنظيم مدينة بأكملها؟
كيف يمكن لمن يخطئ بكتابة همزة قطع أو وصل ( وأنا أولهم ) كيف سينجح بقطع ما يجب أن يقطع ويوصل ما يجب أن يوصل؟
كيف يمكن لمن يفشل بضبط نفسه عن تناول سيجارة فيخطف (شحطة تحت مكتبه) أن ينجح في ضبط إيقاع مؤسسة؟
كيف يمكن لمن يفشل في تنظيم خزانة ملابسه أن ينجح في تنظيم خزائن أماناته؟