(كلب باريس هيلتون ... أكرم من أسر عربية)
أتمنى ممن يقرأ العنوان أن لا يغضب أو يستاء، وأيضاً أن لا يظن أنني سأكتب عن باريس
هيلتون وأي نهاية مأساوية خلصت إليها هذه الأسرة التجارية العريقة بسبب وريثتهم باريس.
ولكنني سأتحدث عن رسالة وصلتني عن طريق (الإيميل) وكانت عبارة عن صورة بيت كلب
باريس هلتون المكون من طابقين وحديقة وميز كثيرة للبيت من أهمها: إمكانية دخول أشعة
الشمس والهواء إلى البيت وعمليات فحص للتربة أنها لا تسبب أمراضاً ولا تدعو إلى الاكتئاب
وأن لا تكون ألوان الجدران ضارة للعينين، كما أن كلب باريس هلتون اعتاد على أن لا يستيقظ
صباحاً حتى ترفعه باريس وتطوقه بأياديها وتقربه إلى حضنها (وهذه الميزة الأهم عند الكثير).
وعندما قرأت الإيميل بدأت أضحك بطريقة هستيرية فتطفل أحد الزملاء وقال : دعني أقرأ ما
أضحكك فسمحت له فقال: يا صديقي هذا الأمر لا يدعو إلى الضحك بل يدعو إلى البكاء والندب
واللطم والعويل والبصق في وجه الحقيقة المرة !!!!
فقلت هون عليك وقل لي ما بك ؟؟؟
قال كلب باريس هلتون يملك بيت دورين وحديقة وأنا رجل متزوج وأب لأربعة أطفال ولا نملك
لا أنا ولا أولادي نصف دور في أي مكان في العالم بل نملك شقة بالإيجار ومهددين بالطرد في
حال أي تأخر أو انقطاع لهذا الراتب اللعين الذي ما يأتي إلا والتزاماته تفوقه بكثير!!!
ولكن بما أن العالم يسير بهذا الاتجاه ولا أحد يعيرني أي اهتمام أنا وأولادي فدعني أحسبها
بنظرية الكلاب العالمية السائدة، إذا كان الكلب المحترم صاحب العيون الزرقاء والمخ المستطيل
يستحق بيت دورين وحديقة ورصيد محترم أيضاً فأنا أول إنسان راغب بالتحول إلى كلب وزوجتي
كذلك وأبنائي أيضاً ويصل عددنا بذلك إلى ستة كلاب حتى وأن كنا أقل احتراما من سابقاتنا ألا
نستحق بيتاً صغيراً ؟ نأوي إليه ونطمأن به ولا نخشى إقطاعية صاحب العقار أو الفوبيا من
المستقبل التي أنهكتني وهدت قواي!!!!
فأجبته وعيناي تفيضان من الدمع : والله تستحق وأنت الإنسان والبقية الباقية كلاب لا محالة.