شرف الخصومة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
خِبَاءُ اللَّحْظَةِ: سَرَدِيَّاتُ الْوُجُودِ الْخَفِيَّةِ! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 588 - )           »          ضَوْء فَنِّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 11 - )           »          سطرٌ (تحتَ) المِجهر .. (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 244 - )           »          عِــنَـــاق ....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 25 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 21 - )           »          الانجذاب الأخير "هجين من القصة والشعر والخاطرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75372 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-28-2010, 12:25 AM   #1
حسين الراوي
( كاتب )

الصورة الرمزية حسين الراوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

حسين الراوي غير متواجد حاليا

افتراضي شرف الخصومة


النفس الرفيعة والأخلاق الكريمة والمعدن الأصيل يُجبرون صاحبهم في معظم الأحيان على أن يكون شريفاً أين ما كان وفي أي لحظة وفي أي موقف. هناك صنف من الناس لا تجعله الخصومة، أو المنافسة، أو الغضب، أو ضغط اللحظة أن يكون إنساناً فاجراً مع الطرف الآخر الذي أختلف معه لأي سببٍ كان، وهذا الصنف تسري الشهامة في عروقه كما يسري نور الشمس في امتداد السماء، والعظماء أرواحهم لا تقبل منهم إلا أن يكونوا كاملين الأناقة في الجوهر والمظهر. ذُكر أن عمرو بن معد كرب تقاتل مع أحد أعدائه من الأبطال، وحينما كانا يتبارزان بالسيوف ضرب عمرو سيف خصمه ضربة شديدة فكسره من عند نصله، فوقف ذلك الرجل ينظر إلى عمرو مذهولاً خائفاً بين يديه، فأخفض عمرو سيفه وادخله في غمده وقال للرجل: ليس من المروءة أن أقتلك وقد أصبحت الآن أعزل. ثم تركه خلفه ومضى. وذُكر أنه في يوم معركة أُحد، وبعد أن انهزم المسلمون وقُتل بعضهم والبعض الآخر تشتت وتخفى في الجبال والوديان، جاء أحدهم إلى أبي سفيان وفي ذلك الحين لم يكن أسلم بعد وقال له: يا أبا سفيان إن يثرب الآن سهلة المطلب والمنال غير منيعة، هيا بنا نتجه إليها. فقال له أبا سفيان: وكيف نهاجم يثرب الآن وليس فيها سوى النساء والأطفال من بني عمِنا؟ وذُكر أن أحدهم جاء بعد معركة صفين إلى معاوية بن أبي سفيان وقال له: اصطنعني، إني خبير في أمور الحروب، وأعرف كيف أتعامل مع شؤون زوارك وندمائك، ولقد جئتك من أجبن الناس وأبخلهم وألكنهم. فقال له معاوية: من تقصد؟ فقال الرجل: أقصد علي بن أبي طالب. فقال له معاوية: كذبت يا فاجر، أمَّا الجبن فلم يك قط فيه، وأمَّا البخل فلو كان له بيتان بيت من تبر وبيت من تبن لأنفق تبره قبل تبنه، وأما اللكن فما رأيت أحداً يخطب أحسن من علي إذا خطب، قم قبَّحك الله. وذُكر أن الأديب توفيق الحكيم وقعت بينه وبين الأديب طه حسين خصومة، فقرر طه حسين أن ينقل تلك الخصومة إلى القٌرّاء عبر نشرها في الجريدة التي كان يكتب فيها آن ذاك، فلما علِم توفيق الحكيم بهذا الأمر وسّط أحد الشخصيات ليرد طه حسين على قراره، فما كان من طه حسين إلا أن قبل توسط تلك الشخصية، ولم يكن الحكيم يخشى خصومة طه حسين بقدر ما كان يوّد أن يبقى الود والاحترام بينهما. أما اليوم، فمعظمنا بلا شرف خصومة، ونفجر من أول دقيقة خصومة، ونسوي «هوووليلة» لما نزعل مع بعض، وننسى العيش والملح والبطاطا والبيدنجان اللي كان بينا، بسبب أدنى اختلاف بسيط يحدث، وزيطة وزمبليطة وللي يحب النبي يضرب! أرسل لي أحد القراء برسالة طويلة عبر الإيميل يحكي فيها باختصار أن مطلقته فور أن طلقها أخذت برفع القضايا المتتالية ضده، إشي متعة، وإشي عدة، وإشي نفقة، وإشي حضانة وانت رايح على طول امتداد الخط القانوني! يقول ان المضحك في الأمر أن صحائف الدعاوى القانونية (غير القانونية) التي قدمتها ضده مطلقته مليانة بكذب ودجل وبهتان وزور، لدرجة لو أن إمام الكذابين أبو شلاخ على سِن ورمح شمر عن ساعديه واستل قلمه وقعد سبعة أعوام مجندس في كتابة صحيفة دعوى ضد أي مخلوق، ما راح يقدر يكتب أبو شلاخ ربع اللي كتبته طليقته ضده! كتبت للقارئ صاحب الرسالة أن الخلل مو في الطلاق ولا في صحائف الدعاوى ولا في بعض المحامين الطماعين قليلي الإنسانية، ولا الخلل حتى في إمام الكذابين بو شلاخ، الخلل كله بالقوانين الشخصية في المحاكم اللي كأنها تقول للناس: بلا شرف خصومة بلا بطيخ!




نشر في جريدة الراي

http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=193120

 

التوقيع

لا تهتم كثيراً بوحدتك وصمتهم ،إنهم يؤدون صلوات الإعجاب بك سراً !!

alrawie1@hotmail.com
موقعي . . روح

حسين الراوي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.