عفواً .. من هو ( ......... ) ؟

[يوسف الحربي]

يقول شوقي
إلام الخُلف بينكم إلاما........وهذه الضجة الكبرى علاما

حين دلفت لأحد المنتديات ذات يوم وجدت ضجة وجدلا واسعا ,اقتربت لأستبين الأمر فوجدت الخلاف محتدم حول شخص يقال له (.......... ) خرج الى الناس بأقوال غريبة وعجيبة في برنامج (اضاءات)..رأيت البرنامج حين أُعيد بثه فوجدت في ثناياه كلاماً لا محل له من الإعراب الفكري , كلاماً مكرراً يُلاك كقطعة لبان تنتقل من اليمين الى الشمال في حركات لا تخرج بها عن دائرة الفم , لم أهتم بما تفوّه به لأن القائل لا يعنيني في شيء ولا يُشكّل نقطة في صفحة اهتمامي ولأن ما باح به لا يعدو كونه ترديد أجوف لما فاضت به كُتب أقوام لا يربطنا بهم دين أو نسب بيد أن أسئلة ما برحت تجول مُذ وطئت تلك الضجة أذني ..من هو ( ......... ) ؟ وماذا يشكّل على خارطة الفكر العربي ؟ وأين موقعه على تضاريس صحافتنا العربية ؟ ..يأتي رجع الأسئلة إجابة تكشف مدى الهوة الثقافية السحيقة التي تهوي بنا الى أعماقها دائرة الاهتمام الضيقة بكل ما لا يضيف لنا شيئا , ترفع الستار عن مسرح زمننا العاق هذا المليء بألوان من المهرجين والمرددين الذين يقولون كل شيء عدا الحقيقة ..
من هو ( ......... ) هذا ...هو كاتب مجهول في صحيفة غير معروفة تنتمي لبلد من بلدان العالم الثالث , بلد ينام في الظل ويصحو في الظل , ما يعرفه عنه العالم الخارجي أنه نبع بترول فقط كما نعرف نحن عن جمهوريات أمريكا الوسطى أنها مزرعة موز كبيرة ..
هؤلاء الذين سُلط الضوء عليهم .هم تجسيد لحالة التخبط واللا انتماء التي يعيشها أبناء هذه الأمة المهزومة من الداخل , هؤلاء النكرة يظلّون نكرة حتى لو أضيفت أل التعريف لهم لأنهم يكتبون اللا شيء على أسطر الفراغ , بواعث الكلم لديهم لا تنبثق عن هموم أمتهم وآمالها بل بما في نفوسهم من هوى وما يعتمل في صدورهم من رغائب ..
يالهذا الزمن العاق الذي جعلنا نبحث عن ارتواءات الظمأ في تشققات الجفاف , لن نستطيع المضي قدماً طالما أنظارنا معلقة بالأسفل حيث يعبث الأقزام وليس بمقدورنا أن نستشرف أفق المستقبل طالما التفاتاتنا دوماً للوراء حيث يقبع هناك الانهزاميون ...
أيها المختصمون حول الرمال الضعيفة في بطون الأودية ..أين أنتم من قمم الذرى الشوامخ ..أين أنتم من مالك بن نبي / عماد الدين خليل / محمد سليم العوا / سيد قطب/ محمد الغزالي / فهمي هويدي ...وقافلة الأنقياء ليس لها انتهاء
.
.
( ........... ) أحد الطفح الثقافي الذي ابتليت به أمتنا , كان في أقصى اليمين تطرفاً ثم تحول إلى أقصى اليسار , لا يملك إلا مجموعة من السباب ويد ضعيفة يحاول أن يعيق بها حركة هذا الدين وتقدّمه
ليست المقالة عنه فحسب ولكن هو اختيار عشوائي من عينة تشابهت عناصرها ..هناك الكثير ممن هم على شاكلته
يا لغباء هولاء الذين ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )
.
.
يوسف الحربي