
هيّا آمِنْ أكثر .. هيّا أرْجوك ..
أنتَ الفَلاح الذيْ يفتشُ عَنْ ابصارِ الأرض ..
الذيْ يَحرثُ وجهه فيْ كلِ الفصول علىَ ذاتِ الملامح الأولى ،
ويغض طرف دمعه _ مكابرة _ عن غياب المَطر !
أنتَ الذيْ يُمرر لِسانه علىَ ابهامه ..
ليعُد أوراق الأشجار المُنهكة وَيحفظها جيداً فيْ صَدريته ..
أنتَ منْ سوّر الأرض بقدميه وأسقفها عنقه ،
أنت منْ رفضَ تعويض القبيلة والتقاليد وَاغراءات
الحكومات ..
أنتَ منْ فأس صبره علىَ كتفه ..
وَتمايل للجهتين وَدندن أغنية عَتيقة جداً :
بكرة أجمل .. لمّا نجيب ولاد
.. بكرة أجمل !
،
أنتَ منْ عرّى صَدره وأخذَ قيلولة صغيرة فوقَ حصير بِه تشققات ..
لتُدمي ظهرك أشواك وَ حشائش أظهرتها الطبيعة
والظروف المناخية !
أنتَ منَ آمن بِما اقتسمه ربك لك ..
لطالما كُنت تؤمن بمأتى الأشياء علىَ طبيعتها
وَتُرحب بِها كثيراً !
،
هيّا ..
أثق بتطرفّك اليساري ،
فلا ضير فيْ التفاني أكثر بما أن رزقك أرض وَ فقرك أرض ،
لربما تؤمن بِك ..
حينَ تكون هيَ فيْ كِلا الحتفين ،
فتنطلق فرحاً أنتَ تحت الشمس الخجلى فتثير وروداً خَلفك ،
تكسو أرضك الياسمين .. تفرز غُصن أجمل
فتُعلّق بهِ قطعة صغيرة
مِنْ الفراولة ..
ثُم تتحول لوغدٍ جميل ، تَحصد بنهمٍ غضاضة
التّين ولذاذة المَنظر ..
فيجري الزيتون بحماسةٍ شديدة وَيبلل العرق رؤوس التفاح ،
فتَعشوشب الأرض وَ يبكر
المَاء !