رقصٌ على هَزَج الدُّخَان
لا الأرض حين تدورُ
تنسيني الذي قد كان والآتي
لا البحرُ حين يمارسُ الحُمْقَ الموشَّى بالجنونْ
لا الريحُ حين تمورُ
عاصفة ًبأنفاسي
ولا خفقُ الشراع على موانئ رعشتي
لا القـَطْرُ يُخبي جَمرة ًقد أوقدتْ
بمراسم ِالوَجَع ِالمهيبِ
ولا هزيمُ قوافل ِالمُزْن ِالهَتونْ
لا الإسمُ.. لا الحرفُ المُدَجـَّنُ في القوافي..
يرتديني
لا الشـِّعرُ .. لا الأوراقُ..
لا القِصَصُ التي ..
تـُغتالُ بين شهيق ِمولودٍ بَكى
وشهيقِهِ عند امتطاءِ
مراكبِ الشمس ِالتي..
تلقيه في يـَمِّ المَغيبِ
ولا جموعُ الراقصينَ على دمِهْ
والنائحونْ
*****
شـُلـَّتْ خيوط الفجر حين مَخاضِها
لم يبقَ لي وقتٌ..
لأحيا بين طيَّات الدفاتر والمتونْ
لم يبقَ لي صوتٌ..
لأصرخَ أن أكون ولا أكونْ
لم يبقَ لي لحنٌ..
لأصدَحَ أو أغنـِّي
لم يبقَ لي كأسٌ..
لأشربَ من سُلافاتِ التمنـِّي
لم يبقَ لي قلمٌ..
لأكتبَ حِكمة ًمنسيـَّة ً
تطوى على كفِّ الزمانْ
جفَّ الوريدُ..
فلن يدندنَ نابضـًا .. لا
لن يدورَ مع العقاربِ..
كيف لي أن أقرأ الساعاتِ:
هل.. ولـَّتْ طقوس الحزن ِ؟
أو.. حانتْ طبول الصمتِ؟
هل.. آنتْ أهازيجُ الرحيلْ؟
*****
راودتُّ مِزماري عن الألحان ِ..
فاستعصمْ..
ولم يرجعْ صدى
واغرورقتْ عينُ الكمان ِوأطرَقـَتْ
ولـَّتْ ولم تُجِب النـِّدا
تـَرَِكَتْ نحيبـًا لا يقولُ..
ولا يريحْ
هل للخطى ..
ورنين ِوقـْع ِالأغنياتِ الفائتة ْ..
أن يوقظ َالمَيْتَ المؤجلُ موته؟!
هل للصياح ِأو النواح ِ..
بأن يـُفيقَ الروحَ من عمق السُّبات؟!
لا.. لن تُعادَ إلى الرُّفاتِ الأزمنة ْ
فالوقتُ سـَيـَّافُ الحياة
الوقتُ.. ياللوقتِ
ما أقساهُ حين يروحُ ..
يقتاتُ الدقائقَ في سكونْ
ينسلُّ مُزدانـًا إلى أعناقها..
فيُتِلـَّها
لتصيرَ والذكرى..
دُخانـًَا في دُخانْ
فعلامَ ترقصُ للدخانِ..
وتستزيدْ؟!
فعلامَ يا ابن اليوم ِ
ترقصُ للدخانِ وتستزيدْ؟!
ﭼيهان بركات
16/4/2009