ملامح المشهد الشعري لجيل الثمانينيات الميلادية.. ( 1-2 ) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
حين يوقظ الضوء رعشة القلب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          ‘‘‘الجروح وأنا وعيناها ‘‘ (الكاتـب : علي البابلي - مشاركات : 463 - )           »          إليكِ ... (الكاتـب : علي البابلي - مشاركات : 14 - )           »          إلتقاطة أبعاد اللون (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : رفيف - مشاركات : 412 - )           »          مُعْتَقُ النُّورِ: رِسَالَةُ الْغَرِيبِ إِلَى صَبِيَّةِ الشَّعَاعِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          مستشفى المجانين .. (متجدد) (الكاتـب : د. فريد ابراهيم - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 221 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7522 - )           »          تصادم مذنب بشراع جاك (مقطع مسلسل من قنابل الثقوب السوداء) (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          ضَوْء فَنِّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 9 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 121 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-21-2009, 06:10 AM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي ملامح المشهد الشعري لجيل الثمانينيات الميلادية.. ( 1-2 )


( 1/2 )

لاحظ متابعو الشعر الشعبي والمهتمون به كيف ساهم جيل الثمانينيات الميلادية في

تقدم التجربة الشعرية عموماً، والذي من خلال تلك التجربة مر النص بتطورات جديدة

شكلاً ومضموناً، متعدياً مساحة النص التقليدي المكاني وفضاءه الزماني بصيغة خطاب

شعري جديد، غير مطروح وسائد في تلك الحقبة الزمنية، مفرزا إرهاصات تلك التجربة

التي مرت به ليصل إلينا بتلك السمات التي طرت عليه والمفاهيم التي وصل إليها، حاملاً

أغراضه الشعرية بمشروع خاص ورؤية عميقة أنيقة، فقد تطور المشهد الشعري

الخليجي عموماً، من حيث الأسلوب واللغة، وبمفردات وتراكيب جديدة عن طريق

الاستعارات والتشبيهات وتوهج للصور الشعرية الحسية والمعنوية التي ابتكروها، مؤطراً

رؤيته الخاصة لمرحلة ثقافة جديدة ومعطيات تناسب روح العصر ورقي الفكر والتفكير

بعناصر شكلية وفنية تسر المتذوقين، مبتعدين عن مناخ السبعينيات الميلادية من حيث

الرؤية الجمالية والعمق الفني. ففي فترة الثمانينيات الميلادية بدأت نواة التجربة

الشعرية تنمو على يد كل من الأمير خالد الفيصل، الأمير بدر بن عبدالمحسن، الأمير

محمد العبدالله الفيصل، الأمير سعود بن بندر رحمه الله، والأمير خالد بن يزيد والأمير

عبدالعزيز بن سعود، الأمير خالد بن سعود الكبير، الشيخ محمد بن راشد المكتوم،

وطلال الرشيد رحمه الله والحميدي الحربي، راشد بن جعيثن، مساعد الرشيدي،

سليمان المانع، ماجد الشاوي، عواض العصيمي، علي الزعبي، نايف الحربي، نايف

صقر، متعب التركي، إبراهيم السمحان، بدر الحمد، الحميدي الثقفي، حمود البغيلي،

طلال السعيد، سعد الحريص، فهد عافت، علي المفضي، عمري الرحيل، عناد المطيري،

أحمد الناصر، محمد بن سبيل، صالح مصلح الحربي ، عبدالله حمير، مسفر الدوسري، ناصر السبيعي، صنيتان

المطيري،بندر الشدادي ، حمد السعيد، مشعل الفوازي، محمد مهاوش الظفيري ، عبدالله العلوي، مهدي بن سعيد، عادل

الحوشان، عبدالله الفلاح، سعدان الرشيدي، متعب العنزي رحمه الله، عاقل الزيد رحمه

الله، وعبدالرحمن الرشود رحمه الله ، وغيرهم الكثير وإن كان لكل واحد منهم مسارب ضوءه الخاصة به
وتجربته الفردية من حيث الأسلوب والبناء والتراكيب واللغة المشحونة بطاقة حسية

وحوار داخلي يتجسد في ثنايا النصوص بأشكال ومضامين متنوعة وجديدة، لنحظى

بتجربة فنية عميقة، تستحق الرصد والمتابعة. فأصبح النص الشعبي يشق طريقه برؤية

مغايرة تمام بناء وتركيب، رافضاً أن يتوقف عند أسلوب تعبيري محدد، كذلك الخروج عن

نمط الوزن والقافية وكتابة النص الحر أو التفعيلة والذي كان الأمير بدر بن عبدالمحسن

من الأوائل الذين أسسوا لهم مدرسة شعرية في هذا النوع من الشعر، فأتت تلك

التجارب تضخ دماء التجديد في جذور النص لنحصد منجزاً شعرياً يروي الذائقة ويعشوشب

وعيا في صحراء الذات التي كانت وما زالت تنظر ثمار هذه التجربة وتجسيدها عبر

أفكارهم التي قدموها بكل جرأة وثقة، فهذه الأصوات الشعرية ظهرت في فترة هيمنة

النص التقليدي على الساحة الشعرية والتي ما زالت محتفظة في طرحها من أغلب

الشعراء فكانت تلك الأسماء وغيرها ممن لا تحضرني الآن هي التي يعود لها الفضل بعد

الله بالنقلة النوعية للقصيدة الشعبية عبر مستوياتها الفنية والمعرفية والجمالية، وإيجاد

قاعدة صلبة يتكئ عليها النص الجديد وما يحمله من مضامين ورؤى جديدة والتي

استفاد منها بالطبع جيل التسعينيات فأصبح النص الشعبي في مرحلة الثمانينيات

الميلادية، يزخر بمعطيات جديدة من حيث أساليب كتابته وتوغله في عوالم الشخوص

وتواصله مع الموروث برؤية أخرى أنيقة ورؤية عميقة مع توظيف للمفردة الشعبية

الدارجة في قالب جديد فأصبح المتلقي يقترب كثيراً إلى هذه التجربة ويصغي لها باحثاً

عن هذا الفضاء الإبداعي الجديد والمتميز والجريء في طرحه. وأهم السمات الفنية

التي تميزت بها نصوص تلك المرحلة تلك اللغة الشعرية التي أتت تحمل طاقة تعبيرية

في بناء مستقر للجملة لغةً وبياناً وتعبيراً مع اعتمادهم على إيجاد مفردات جديدة غير

سائدة في الساحة الشعرية لغة عالية متشظية بجميع سياقاتها ومستوياتها ودلالاتها

وتراكيبها عبر مظاهر الانحراف والانزياح اللغوي داخل النص وتوظيفها في سياقات

شعرية تواكب لغة العصر من حيث التطور وما تحتويه من خصائص سيميائية

والاشتقاقات في الأفعال واستخدام واعٍ للرموز والتجريد مما أضفت الحيوية والحركة

للنص، فأتت اللغة الشعرية تحمل خصوصية التجربة وملامح التجديد في رؤية واعية

وقراءة آنية للذات المبدعة التي من خلالها تنغمس الوظيفة الجمالية الشعرية مع

الوظيفة الإبداعية عبر نسيج لغوي تظهر فيه جماليات المفردة والإيقاع والصور الشعرية

في استغلال المفردة الشعبية الدارجة مع إعادة توظيفها في قالب فني جديد، تلك

اللغة القادرة على الإيحاء عما يختلج في ذات الشاعر ويغري ذائقة المتلقي

يقول الأمير خالد الفيصل:

يموت الشجر واقف وظل الشجر ما مات
............... رياح الدهر تصرخ وهي تجرح جنوبه


ويقول الأمير بدر بن عبدالمحسن:

ياما شربتك شوف من خوف لا أظما
..............وياما الوله للوصل يبس بي عروق


ويقول الشاعر الحميدي الحربي:

والله لو سرك حبيس بيمناي
............... لتشح به سبابتي عن بهامي


ويقول عاقل الزيد رحمه الله:

لاهب نسناس الشمال وحضني
.................... قمت اتذري في حنين اشتعالي


فنجد شعراء تلك المرحلة أوجدوا علائق متميزة بين عناصر اللغة المختلفة في سياقات

جديدة مشحونة بدلالات وإيحاءات وصور متعددة لم تكن موجودة، وبما يتوافق مع رؤاه

ومشاعره وذاته الحالمة ومستوعبا لعالمه الداخلي أما على مستوى الصورة الشعرية

فقد نجدها حاضرة وبقوة في نصوص شعراء تلك المرحلة والتي كسروا من خلالها حاجز

التقليدية والمباشرة، فأتت الصور الشعرية مبتكرة اعتمدوا على التقاطها من البيئة

وإعادة تجسيدها حسياً ومعنوياً والتي تميزت بدقة الوصف والبراعة العالية في التجسيم

والتشخيص حاملة في أبعادها انفعالات مستمرة ولغة مختزلة عبر اجتراحاتها

وانزياحاتها في منجز شعري مكتنز بالتركيبات الاستعارية، في اتساق وتناسق بين

انساق اللغة، ومرتبطة بتجربة شعورية نفسية:

يقول الأمير بدر بن عبدالمحسن:

ظلال العاشق جروحه ومن ما يتبعه ظله
................. أمانة يا شعاع الشمس لا تغضب من ظلالي

أما الشاعر مساعد الرشيدي يقول:

جيت استجيرك من شمس المتهات
....................... عيت تظللني تحتها عباتي

أما الشاعر ماجد الشاوي:


باقي ثواني تلملم فيها أشتاتك
............. وارميك للريح.. تستافي بعض ديني

أما الشاعر إبراهيم السمحان يقول:

خلي شجر مسراك ينفض ظلاله
............... على الطريق اللي من الشمس عرقان

ويقول سعد الحريص:


إن جاء مطر صارت لي ضلوعي شعيب
....................... وإن راح ريح طير اللى بذرته

ويقول علي المفضي:

سراب وضحكة صفراء بلا رحمة وأمل كذاب
...............وأحاديث تدوس من البياض اللون والمعنا
تزور عيوننا نفحة هنا وتموت عند الباب
..................وتذبح صادق النية وتسري في مواجعنا

أما سليمان المانع يقول:


أنا اصدق طير في الدنيا عشق حتى مسابيقه
............................ لكن بديت اذكر معك ايام مرباعي
تعال افتح كفوفك حلم اموت بيوم تحقيقه
.................. تعال ارسم بحور العشق واكسر لوتبي شراعي


فأتت هذه الأسماء لتطرح رؤاها وملامح تجربتها مبتعدين عن الغموض والرمزية المغلقة

والصور الجامدة والصياغات المعقدة مبرزين إبداعات خيالهم الواسع ومعبرين عن خفايا

نفوسهم عبر صور شعرية تجسد واقعاً نفسياً وشعورياً وذهنياً، في درجة عالية من

الكثافة الحسية، مازجين الزماني بالمكاني والحسي بالمعنوي.

ويقول الشاعر عواض العصيمي:

قلت المطر.. وافرد لك الهاجس العف
.....................شمس المكان وخاطر الغيم مسفوح
فالبال بدو وقفوا للمطر صف
........................والباب كان لخاشع الصوت مفتوح

يقول الشاعر متعب التركي:

ما فيه داعي توصيني تراي اعتبرت
.....................فرقاك ذكرى وشعري علق اجراسها
يكفيني البارح إني في عيونك سهرت
.......................وقفت بين العيون السود وانعاسها


فاستطاعت هذه الأصوات الشعرية بطرح رؤيتها في حضور غير تقليدي عبر تلك الأنساق

الجديدة بسياقاتها ودلالاتها ومضامينها مما جعل الذائقة تتبع مسارب ضوئها وحقول

إبداعها .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.