أتاه الابن يهرول وضربات الخوف تخفق على الملامح قلقا ً, جلس الابن كعادته بعيدا ًعن أباه على حافة أحدى الكراسي البعيدة , عانق الأرض بنظراته المسدلة جفونها و بدأ الأب درسه المعتاد في الحياة , الابن في حالة الصاغي والباطن ينتظر انتهاء وقتاً حافل بالتوتر , الأب مستمر في تلقين هذا المتسمر على حافة المقعد دون حراك سوى أنامل تضطرب وتعود لتتحكم في ضبط حدة قلقها .,
انتهى الدرس ومضى الأب , بقى الابن قليلا ًيجمع أنفاسه في ظل الجو المشحون , تسابقت الأيام ولبى الابن نداء والده الجديد , الثاني / الثالث / الأربعون , الأب في توالي الدروس والابن في جمع شتات نبضات تخيط القلق , بلغ الابن ثلاثون عام ولم يعي درسا ً, سوى رسمه عالقة في ذهنه بتخطيط قلبي مضطرب المسار و شبح تماثل في مقدمة الطاولة . لا الأب أوصل المراد ولا المتلقي المسكين تعلم شيئاً طوال السنين و لم يمتطى تشريح العلل أي منهما .؛!
أقصوصة كيبوردية مبتدئة في هذا البُعد