كار

[عبدالعزيز محمد المالكي]

خارج محيط الذاكرة
محتجز

حين أكونَ هُنَاكْ .. ويبدأ في التساقط " كار "
وتنبعث رائحة الصقيع من مداخن " المدينة "
ويحصل السكون ..
أتنازلـ .. عن كل الأشياء
أتخلى عن أوراقي .. للإصغاء
يزداد عشقي .. للتوحد
تلك هي الطريقة .. لـ قراءة " كار "
أن أتقدم وحدي في السن .. دون نسـاء
وأن أخرج في الطرقاتـ ..
لأهيمـ
في كل الأبيض .. باسترخــاء


هكذا دائماً ما أكون !!
بالرغم من أني متعمقاً في الشمس .. والصحراء
وأجيد في قوتي ( فن ) التعرُّق ..
إلا أن ( كار ) يقيدني .. كحضن .. فتاة
يشعرني بالرفاهية ..
ويدغدغني .. كشَعر .. حبيبتي
حين تستلقي على جسدي ..
وتجمع من صدري أوراق .. الزعتر
والحِنَاء ..
حين أكون هنـاك لا شي .. يعنيني
أكثر !!
من الهذيانـ ..

مُتْعَبٌ يا حبيبتي .. مُتْعَبْ
وما ( كار ) إلا دفتر ..
يلقى مني كل الترحيب ..
لـِ .. يقرأ لي صحبة .. عينــاك
وصحيفة اشتياقي ..
ويشرح لي ..
ما الحبـ المُسكر ..
وما شعور الحاجة لإدمان الدفء ..
وإدمان النيران ..

منذ الآن ..
وأنا يا سيدتي أسأل ..
ماذا لو كان المنفى .. وطناً .. للحب
وماذا لو كان الحب ..
لا يعرف معنى بلد الإنسان ..

فلا يهم يا حبيبتي من يقرأ شعري ..
ومن يحصد السمــاء ..
ومن ..
ومن ..

حين أكون هُنَاك ..
لا أسكر ..
ولا أضطر لأن أرقص من دون لا أدري ..
ولا أهتم ..
في غير أن أذكُر .. من .. عينها تحضُر
على دمعات من عيني ..
وأستعذب إذا ما أبتّل قلبي .. حزن
وأشواقاً ..
لأن ألقاكِ في كبدي .. كما .. الخنجر
لأن أَحْضُن على ورقي ..
بعضاً من قصائد نثر أوردتي ..
وأن أزرع أمنية عبثي ..
بأن أقتل ( القُبلة ) في خدكِ الأسمر ..

صبراً يا حبيبتي .. صبراً
فحين أعود ..
سأثبت .. كيف الإدمان على الدفء
والإدمان على النيران ..
لأن هذا أجمل ما قد علمني ( كار ) ..
كيف يكون الإدمان