ناجي العلي
ودموع زهرة المدائن
مع الإعتذار الشديد للأستاذ مصطفي حسين، وأميه حمدان، وعمرو فهمي، وكل الأساتذة وأعلام فن الكاريكاتير في الوطن العربي كله، فإنه جلَّ قلماً استطاع أن يخط أنات الشعوب ويعكس دواخلها بل ويصدح بكل معاناتها مثل قلم المُبدع
ناجي سليم حسين العلي.

فلسطيني الجنسية، ولد بقرية الشجرة في العام 1939 علي وجه التقريب، وبعد حرب 48 اُبعد وعائلته إلى مخيم عين الحلوة جنوب لبنان قبل أن تعتقله السلطات الإسرائيلية، فيحول جدران سجونهم إلى رسومات كانت حرباً عليهم..
تميز في أعماله بالبساطة الشديدة والتلقائية لينتزع ضحكات القراء التي تشبه البكاء على لسان حال فاطمة، وزوجها، وحنظلة وهى شخصيات ابتكرها.. لا تُصالح ولا تُهادن.
كانت أعمالة أشبة بقصفات المدافع، رافضة دائما، ومستنكرة أبداً لأوضاع مقلوبة وسياسات عربية عقيمة لا تقدم حلاً، ولا تؤخر هجوم عليها، له العديد من الأقوال المأثورة ولكن يُعد أشهرها
" كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا أعرف خطا أحمرا واحداً، إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين "
وجميعنا يعرف مقصده، فهل تنازل الرئيس بالفعل عن حق فلسطين، أم أن ناجي كان ضحية لإعلام مشوش؟
من أقواله المأثورة أيضاً:
" اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو ..... ميت "
فهل كان اليأس قد استبد به، أم أنه كان ينعي حاله وحال أمة ميتة؟
ورغم أن تاريخ ميلاده لا يُعرف على وجه الدقة، إلا أن تاريخ وفاته كُتب على يد مجهول – وما أكثر المجهولين – أطلق عليه الرصاص يوم 22 يوليو عام 1987 فأرداه في غيبوبة حتى توفي بعد خمسة أسابيع.
وعن ملابسات الحادث أورد تقرير ذي ديلي تيليغراف في العام 1998 أن الشرطة البريطانية ألقت القبض على طالب فلسطيني يُدعى إسماعيل حسن صوان، لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة، وأوردت التحقيقات أن رؤساء في تل أبيب كانوا على علم بعملية الاغتيال، لكن الموساد رفض نقل أي معلومات إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها فقامت مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية وقتها بإغلاق مكتبهم في لندن.
وحتى هذه اللحظة لم يتم تحديد الجهة التي كانت وراء الاغتيال.
حقاً إنه لمن أصعب الأمور تناول حياة هذا الفنان المُبدع تفصيلاً، لانها كانت حياة ثرية، تملؤها الثورة وحب التغيير والاستقلال والحرية،
عاش للبسطاء ومات لكن أعماله ستبقى روح طيبة وذكرى عاطرة للكفاح من أجل الحرية.
وفي النهاية لكم التحية