:

:
قبل أن أكتب تلتف يدي حول عنقي وكأني أمارس قتلي قبل أن أبدأ في حفر ذاكرتي المدفونة
برأسي لأستحدث قبرا آخر بصدري أواري فيه أحزاني المكلومة بجوار قلبي..
كنت أحسبني سأكتب قصيدة ولكنها خافت كثيرا وابتعدت مع الليل فالنجوم والقمر كانا لها أقرب
والنهار جارح فعز عليها النبض وآمنت بالرحيل ..!
وبقي جثمانها جالس على ضريح الشعور ..
لازلتُ أشعر بها وهي تنسحب كالظل في وجه الغروب لتعتم هي والمدينة في وجهي ..!
آهٍ المدينة نعم تذكرت المدينة ..!
تلك التي تسكنني لازالت مشتعلة ولازال قلبي بها يشتعل
وبكل بساطة هي رفضتني لأني أحببتها أكثر ..!
لا غرابة هي فعلت كما يفعلون معي دائما فكثير الحب يصيبها ويصيبهم بالاختناق ..!
المهم أني اليوم المختنق الوحيد ..
لا بأس سأدعها وأدعهم يتنفسون أكـثـر
وأكـثر ..
وأكثر .
همس لي كوب ماء بجواري إن كنت كماي سيصيبكـ الجفاف بطهركـ
فسارع إلى تغيير لونكـ لتختنق المدينة ..!
5:57ص
11/ 8 / 1429هـ