ديمومة عشقي انتِ

[طلال قطان]

سيدتي كمْ أحتاجُ منْ الأقلام ْ

لأستطيعَ تجسيدَ إحساسي بهواكِ

على صفحاتِِ الحياةِ المبتلةِ بدموعي

وكمْ أحتاجُ لمدادٍ لأسطرَ أدقَّ تفاصيلِ

المحبةِ السرمديةْْْ مع ديمومةِ حزني

الذي يخالطُ بالغرامِ طيفكِ البهي

وكمْ احتاجُ منَ الورقِ والمؤلفاتِ

والمراجعِ حتى أتمكن منْ تجسيدِ قصةِ

حبٍ كل ما طالَ عليها الزمنْ إزدادَ

لهيبها حتى أحرقتْ أبطالها قبلَ النهاية

وكم احتاجُ لقلوبٍ كي أستطيعَ استيعابَ

حجمِ هذا الوجدِ الذي يحفر ُعميقاً في

صحراءِ المشاعرِ الصفراءْ

وهيهاتْ أن يصلَ للماءِ العذبْ

لتعودَ البراعمُ الخضراءُ بالنمو في أعماقكِ

وهل يستطيعُ ألفُ قلبٍ

أن يتحملَ عِبىء ضخِ دمي القاني

الذي تحملُ خلاياهُ حروفَ أسمك الدُري

وكمْ أحتاجُ من البأسِ ومن القوةِ

حتى أتمكنِ من الصمودِ أمامَ هذا الحملِ

الثقيلِ الذي خلفهُ في أعماقي تداعي

بنيانكِ الشامخُ الخالدُ المتجذرُ بالأصالةْْ

وكمْ أحتاجُ لقواميسَ ومعاجمَ

ومراجعَ لأترجمَ محبتكِ نوعاً

وكماً وحجماً وشكلاً وعمقا ً

في أبجديةٍ تفهمها كل البشرية

بمختلفِ ثقافاتها ومختلفِ لغاتها

ومختلفِ عصورها وأعمارها وعروقها

وهل تستطيعُ الأقلامُ والمدادُ والأوراقُ

والقواميسُ والمعاجمُ والمراجع ُ

مها بلغتْ من عددٍ ومهما سُكِبَ

عليها من مَددٍ أن يترجموا صراخَ

فؤادي الذي قد تعدى صداهُ كلَّ المجرات

ليصطدمَ بجدرانِ اليأسِ ويعودَ ثانيةً

ليقولَ لي إصبرْ هلْ يستطيعْ ؟؟؟

أظنُ سيدتي أنهُ لنْ يستطيعْ

وقدْ ظلمتُ نفسي بأنْ قلتُ أظن

فهو لم يستطعْ ولنْ يستطيعْ
،
لأنَّ القلبَ المبتلى بالعشقِ

لهُ كلمات يستحيل أن تترجم

ولن يكفيها اي مداد .

لكِ أنتِ سيدتي

كلمةٌ تختصرُ كلَ معناةِ العالمْ

وتختصرُ كلَ سعادتهم في وقتٍ واحدْ

وتحركُ الساكنَ وتسَّكن المتحركَ

لكي وحدكِ سيدتي ودونَ كلِ العالمْ

أحبك يا دمشق