الوطن الصغير ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
إليكِ ... (الكاتـب : علي البابلي - مشاركات : 9 - )           »          رماد الأجوبة ! (الكاتـب : نورة القحطاني - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 7 - )           »          عِــنَـــاق ....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 21 - )           »          النقد البلاغي للشعر (الكاتـب : مصطفى معروفي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          الوعي المفاجئ (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          العشق الممنوع! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          الوجه الآخر ل ai بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          متعة الحوار! (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          وله من بعيد ..! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          قصيدة وطنية .. 🇸🇦 (الكاتـب : حسام المجلاد - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 7 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-31-2010, 12:14 AM   #1
حفصة السبع
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية حفصة السبع

 






 

 مواضيع العضو
 
0 الوطن الصغير !

معدل تقييم المستوى: 0

حفصة السبع غير متواجد حاليا

افتراضي الوطن الصغير !




الوطن الصغير


مدخل:
ولأنني مغتربة عن وطني الصغير، سأدون ماقاله الشعر ليبقى كشوق خالدٍ .


(رأس)
[ أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي
ونكبر في الطفولة على صدر أمي
وأعشق عمري لأني إذا مت
أخجل من دمع أمي. ]
ذلك النص للشاعر الذي عُرف بالشاعر الخجول من دمع أمه ، وفي الحقيقة نصهُ قادني إلى الكتابة ..
الشاعر محمود درويش شاعر مدهش ومرهف في الكتابة ،
فمن يعشق عمره خشية أن يموت قبل أمه فتبكيه، من الجدير بنا أن نتحدث عنه أولاً حين نقول أن الحديث عن الأم .
ما يؤلمني حقاً حين يذكر اسمه أنني قرأت أنه توفي و والدته على فراش الموت !
ورغم ذلك فقد حُملت على كرسيها لتحضر جنازة ولدها الذي يخجل من دمعها، لتعود إلى فراشها وتموت بعده بثمانية أشهر !
محمود دوريش صور لنا أسمى خجل ليبقى خالداً في الشعر العربي.
و وشمت لنا أبياته حقيقة البر بـ الأم .
فلله درك يا محمود .


( ١ )
حين بحثت عن الأم في الشعر العربي القديم وجدت الأبيات فيها قليلة مقارنة بمكانتها النبيلة و السامية،
ولكن حين قرأت الأبيات القليلة و لمست مكانة من كتبوها قلت في سرّي: [ كتبوا القليل ولكنهم أغنوا عن كثيرهم ] !
وأكثر ما لامس وجدي هي أبياتٌ للشريف الرضي ، حيث يقول:
أبكيك لو نقع الغليل بكائي .. وأقول لو ذهب المقال بدائي‏
طوراً تكاثرني الدموع وتارة .. آوي إلى أكرومتي وحيائي‏
فارقت فيك تماسكي وتجلدي .. ونسيت فيك تعززي وإبائي‏
قد كنت آمل أن أكون لك الفدا .. مما ألمّ فكنت أنت فدائي
جميلة أبياته حد الألم ، فمن كان يطلب أن يكون فدائها أصبحت هي فداءه، ومن بكاها حتى آوى إلى نفسه حياءً من غزارة دموعه أفصح بصراحة مطلقة أنه افتقد تماسكه برحيلها !!
كان الشاعر عظيما بسكب رثاءه لـ أمه .

( 2 )
في العصر الحديث ازدادت مكانة الأم كثيراً، و كتبها الشعراء حبا وحناناً و لحناً يحمل الكثير من الألق
حتى أصبحت في الأدب المهجري أبياتاً وأشعار تغمر الدواوين ، حيث وجدت أن أحد الشعراء ثمل الكتابة عن أمه حتى ولدت هذه الأبيات من قريحته :
أما لقيت رأسك فوق صدر حنون خافق بمحبة الأم‏
فدعني من نعيم الخلد إني نعيمي بين ذاك الصدر والفم
حقيقة جمال أبياته يصيبني بثمالة قرآئتها !
ولعلي أقف لدى الأدب المهجري لأنقل لكم أبيات الشاعر "جورج صيدح" حين كتب عن أمه ليلة العيد حيث قال:
يا عيد عدت وأدمعي منهلة والقلب بين صوارم ورماح‏
والصدر فارقه الرجاء وقد غدا وكأنه بيت بلا مصباح‏
أمّاه ... ليت مع النسيم رسالة تأتي ... فترجعني إلى أفراحي‏
أيّ عيد عاشه دون أدنى فرحه، لم يكتب عنها شعراً فقط
بل إني وجدته يخبرنا أن الفرحة هي بينما أجد العيد حضور الأم !

( 3 )
أماه إني قد أتيت
وفي يدي طفولتي ،
وتركت خلفي كل أحلام الشباب
وبحثت عن يدك النحيلة
كي تعاني أوبتي
ورأيتها ممدودة عبر السحاب،
وكأنها طوق النجاة لحيرتي
وقفزت ألثمها أعانقها . ]
جميل جداً هذا الشاعر السعودي السفير عبدالعزيز خوجه، فقد صور لنا الطفولة ومزجها بعاطفة الأم الدافئة، وباعتقادي لو أن النص خلا من الأم لغاب عنه الحنين الذي أكسب القصيدة حسّاً آخر.
ونداء الأم في القصيدة دوماً يعني الحاجة العظمى لها ، لذا فكل من يريد أن يعبر عن حاجته لـ من يقصده بين أبياته فإننا في الغالب نجده يصور حاجته كمشهد بين طفلٍ وأمه !!
وبهذه الطريقة يوصل الشاعر حجم حاجته لـ من يناديه .
و نص الشاعر السفير ترك في قلبي أعظم تصوير .

(تذييل)
يقول ابن الرومي /
وما الأمُ إلاّ أمة في حياتها ** وأمٌ إذا فادت وما الأم بالأممِ
هي الأمُ يا للنّاسِ جرعت ثكلها ** ومَن يَبْكِ أمّاً لم تذم قطُ لايذمِ.

مخرج :
ولأن الشتاء قريب ، فإني أردد في سريّ أبياتاً للشاعر "إلياس فرحات" يقول:
يا ثلج قد ذكرتني أمي أيام تقضي الليل في همي‏
مشغوفة تحار في ضمي تحنو عليّ ... مخافة البرد‏ !

حفصة السبع .
* كان لي شرف صدور النص في جريدة الأنباء الكويتية، بتاريخ: 12/نوفمبر/2009م .

 


التعديل الأخير تم بواسطة حفصة السبع ; 05-31-2010 الساعة 12:36 AM.

حفصة السبع غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحبو معي بعريس الوطن وشاعر جنادرية 1420هـ أميرة الشعر أبعاد العام 11 05-30-2006 05:59 AM


الساعة الآن 09:52 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.