وقت العُزلة .. وقت بزوغ حُريّة الفكرة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رحلة يقظة (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - مشاركات : 6 - )           »          قل كلمة من أجل غزّة !! (الكاتـب : سالم حيد الجبري - آخر مشاركة : يحيى مراد - مشاركات : 32 - )           »          صباح ,, ومساء الخير لكم جميعا , تحية ود ومحبة بيننا (الكاتـب : يحيى مراد - مشاركات : 9 - )           »          #نهايات_لم_تحن (الكاتـب : أفراح الجامع - مشاركات : 120 - )           »          المقال الذي لا يحتمل الردود (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 5 - )           »          سطرٌ (تحتَ) المِجهر .. (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 241 - )           »          رماد الأجوبة ! (الكاتـب : نورة القحطاني - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 1 - )           »          دعوة للحياة !! (الكاتـب : سالم حيد الجبري - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 2 - )           »          طفلي المحبوب . (الكاتـب : فاطمه حسين - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 9 - )           »          شهيه مفتوحه (الكاتـب : أريام إبراهيم - آخر مشاركة : ساره عبدالمنعم - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2008, 09:50 AM   #1
علي أبو طالب
( كاتب )

افتراضي وقت العُزلة .. وقت بزوغ حُريّة الفكرة



وقت العـُزلة.. وقت بزوغ حُريّة الفكرة



وحدها سكينة العزلة تهبه الشّعور الخالص بحلاوة الوحدة النّاصعة، وتضفي إليه نوعاً لا مُعيّناً من الإحساس بشيءٍ من الرّاحة ونقاء الذّهن. أيضاً، وحدها من تمنح عقله فسحة الاستغراق الغزير في التّأمل والانبثاق نحو خيال الآفاق والاصطلاء بجَمْر التّفَكير في كُلّ شيء وأيّ شيء، لا لأن يقدّس ذاته، ولا ليُحبُّها، أو يَعْبدها !. بل ليُقرّب النّاس والعالم إليه أكثر، عبرَ التّحليق الفردانيّ فوق علامات و خطوط الحواجز الإلتوائيّة: (انطلاقاً: من) و ( إسقاطاً: على) سَحْنَة الواقع !

ويستمرّ تحليق أجنحة عقله في مساحات الفضاء الكونيّة لأوقات طويلة. يرى أنّ ضياعها سدىً ينجم في حال ثُبِّطَت، لامبالاةً بقيمة الزّمن، واستهتاراً بأهميّة الحياة، بوضع وقت محدّد لها تنتهي عنده. ذلك حين - يضغط نصل الوقت بطرفه الحادّ على رأس عقرب السّاعة السّام مُلفتاً انتباه دوران الأرض المتواصل إلى أوان استكانت الكُرَة اليابسة وإلى تثاؤب دقائق وثواني السّاعة المائيّة، وجوب قضاء بعض الوقت المستقطع من دورتها اليومية والمودع بتابوت السُّلطان الفَخْم القاطن بينَ مملكة الموت المؤقت و الرؤيا الطارئة، في حقيقة الـواقع !

ورغمَ ذلك إلاّ أنه يشعر بقلقٍ عارم، يُعلّق غفوة عينه على مقصلة البينَ بَيْن، وحاجب السّهر هُلاميُّ الكينونةِ يؤكّد لقلبه بتكرار حفيف عباراتٍ خافتة بالكاد فَهم بعضها وفسره، فعرفَ بما لا يدع بصدره مجالاً للشكّ. أنّه ينبغي عليه التمتع بالحرص الشديد والانتباه النّظريُّ بعينٍ شبه جاحظة والتّركيز الدّقيق على مسألة الإبقاء على بريق الشّعور بالعزلة على ما هو عليه ذا لمعة كذا إبقاء عامل الوحدة قائماً ومحتدّاً بعوالم نفسه لكي لا يحدث أن تخبو لغة الحوار الهامسة في لا وعيه الدّفين جرّاء فقده لهما في أيّة لحظة غادرة يُتنبّأ أن يشنّها أيّ لصٍّ كابوسيٍ من هُواةِ استلاب بكارة الأحلام إبّان تقع نكهةَ بُنّ الغريزة فريسةً رازحةً تحت وطأة فقدٍ (جارِ العادة) خضّبته الشّهور الحُمْر من نبيذِ عناقيد عنبٍ مسّها دوار الاشتهاء الخَدَرِيّ و أَضْيمَت إيقاع عِرْقها تَنْهيدةَ التّوق لانطلاقٍ إنعتاقيٍّ، لن يذهب بها، صوب آخر نصفٍ لن يأتيها .. خاصّةً في ظلّ شتائيّة ريح أجهزة "تكييف" جائحة برّدت بلادتها كهرباء إنارة الأفئدة !

وذاك أكثر ما يجعل فترة نومه القصيرة، عُمْراً، مُتقطّعة، بلا خيوط زهرية متماسكة وسميكة زاهية القوام. إضافةً إلى ذيّاك الغامض الخيالي الذي ما انفكّ يقضّ ضميره النّابض واخزاً إياه بشوكة الهمّ الإنساني!
ومَعَ أنّه يجهل كنه ذلك اللاّملموس واللاّمرئي تماماً. إلاّ وبِهِ، بينَ فينةٍ وأخرى، يكاد يجزم بثقة متناهية.. أنْ هو: يعلم ولا يعلم يجهل ولا يجهل يفهم ولا يفهم يعرف ولا يعرف يعي ولا يعي يعقل ولا يعقل.. يـ ولا يـ ولا يـ ولا يـ ولا يـ ولا.... بأنّ:
وحدته العزْلَويّة ليست حكراً عليه بمفرده !!

و في كُلّ مرّةٍ، يُعيدُ الكَرّة ذاتها، يقومُ برَدْعِه ارتفاع صوت شكّه المتعاظم بنفسه وبنبرةٍ لوّامة وُلِدَت كُرهاً وخشيةً من إتاحة حيّز ما، ولو بحجم نملة، تشغله ذات اليقين ذات الدّستور الإيمانيّ المطلق في الغياهب. و لكي لا يُجازف عبثاً وطيشاً منه بما يجهله عن علمٍ ودراية مقابل تقديسه وتعظيمه لما يجهله بالإجمال. إلى أنْ أصاخَ، و انْتَهَر !. تاركاً بذلك منتهى الحُريّة الفكريّة لعزلته الذاتية وعِزّة وحدتها قاطعاً وعدَ شرف أن يمنح ذاته الكثير من الأوقات التي لن تختلف عن وقت تركَ على طاولتكم ما كتبه في:
"وقت العُزلة.. وقت بزوغ حُريّة الفكرة"




/

تلويحـة:
سَبَقَ لي أن نشرتُ (النّص أعلاه) بمنتدىً آخر، تحتَ معرّفٍ آخر..
تمّت : 3 يونيو 2008م.

 

علي أبو طالب غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.