|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ . |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
|
![]() |
#1 | ||
|
هذا اقتباس من أحد الأناشيد " الاسلامية " عجزه أم صدره لا أدري لكنه مرافق لشطر أخر هو ( غرباء و أرتضيناها شعاراً للحياة )، شجي صوت المنشد و أصوات الكورال من بعده ، تدخل معه نوبة من الجوى و تبدأ في جمع خيوط غربتك، لتنسج منه تاريخاً ترتضيه، طبعاً ان كنت ممن يشعر بغربه، و أنا على يقين أنّ لكل ابن آدم غربته الخاصة سواء ظهرت على ملامحه و في تصرفاته أم واراها بروح السخرية أو بطريقة أخرى اختارها، و لا أعترض على هذه الغربة فهذا تفكيره و هو حُرّ ، نعم حُرّ هكذا خلقه الله، و أظن الغربة تتناسب عكسياً مع حرية صاحبها.
المشكل لدي أنّ هناك من يعظم غربته و يجعلها مركز الكون، من خلال نفخ الروح فيها بكل ما يحيطه مما تتوافر فيه عناصر تزيد نار غربته سعيراً، حتى هاهنا يبقى حراً فهذا ما يريده هو ، لا يكتفي بغربة نفسية بل يطوع لها الكون و لا يهدأ حتى يسمع الصدى من حوله يتردد : غرباء هكذا الأحرار في دنيا العبيد ، تبدأ المشكلة في تعديه على هذا الكون، و بدئه في تطويع باقي البشر ليصيروا أيضاً جزءاً من غربته ، و كأن عقله قد أحاط بما كان و ما سيكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون. الغربة هي تباين حاد مع المحيط، أشبه بمرض الذهان، لكنها تبدأ بالاختيار عموماً - الغربة التي أتكلم عنها - و تتطور الى أن تصل الى الانغلاق و التقوقع و الانفصال عن الحياة المحيطة، و هي اما تقديس للذات أو تجريم للمحيط و تقزيم له، و هذا هو حجر زاوية الغربة . من قال هلك الناس فهو أهلكهم ، و الذئب انما يأكل من الشاة القاصية، و المجرم يعزل ضحيته ليسهل عليه التغلب عليها. مؤمن أن الأفكار العظيمة تولد يتيمة، فيتبناها شواذ عصرها ، ليذكرهم التاريخ عظماءاً آمنوا بأنفسهم، و وثقوا في صحة ما يعتقدون، و لكن قد يكونوا مخطئين أيضاً و يغتربون مع الوهم فقط ، و لا فيصل لذلك في نظري الا للشك و الايمان. جميلٌ أن نراجع أنفسنا، و نتعلم من أخطائنا و أخطاء من سبقونا، و نبدأ من حيث أنتهوا ، و كما قال غوته : ان من لم يستفد من تاريخ ثلاثة الاف سنة مضت فهو يعيش حياته من يوم الى يوم ، و من المعلوم بالضرورة أن الواثق من مبادئه لا يختبئ بها و يحرسها بل يجعلها تحتك بمحيطه لأن البقاء للأصح و الأقوى ، العزلة و الانغلاق بيئة خصبة لنمو الأوهام و الوساوس و الكوارث الفكرية و هي المعنى لكلمة التخلف . الزمن يمضي ، رضي من رضي و أبى من أبى ، و كل شيءٍ يتغير مرغوماً، لذا يجب ألا نسبح عكس التيار و أن نبحر مع الزمن و نحمل فقط الجواهر الثمينة معنا، لأن التاريخ لا يبقى و لا ينتظر أحد هو فقط يعيد نفسه ، و جوهر الحياة واحد ، فقط قشورها مختلفة .
|
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|