كان يقص علي ذات حنق . .
- المدينة الفانية كانت حاناتها لا ترتدع عن منحك جعة مصنوعة من بقايا نفاياتهم التي تقيأها جوفُ أنذلهم لتكرعه على عجالة قبل أن يلقوا بك في أقرب حاوية، وليس لك من حيلة سوى أن تغمغم بلعناتٍ لا تقِف قبل أن يصدَّها سورُ المدينة !
- كيف تقتص منهم وأنت وحيد بلا مأوى يحنو على عظامك الضامرة أو رفيقة تبلِّل شفَتي غيظك من أول عبورٍ للخليج وحتى مدفأ الرضيع؟
- كنت أحتمي من سيل بذاءاتهم بابتسامة ساخرة مغلّفة بنظرات بلهاء كي لا يدّعي أحدهم بأنه شق صدري وخبر نيتي في الهزء منهم بالتزام صمت العقلاء،
حتى النساء لم يسلموا من تحرشاتهم ؛ فتلك الجارة المسكينة كانوا يخاتلونها لينفذوا
لابنتها المملوحة ويتحسسون جسدها البض بأعينهم الوقحة وأحيانا بأيديهم في لحظات انشغالها بتنظيف عتبة بيتهم الصغير.
- وها أنت تعاود الحلم تارةً أخرى ؛ يهيج البحر ويختطفهم، أو زلزال يهوي بهم قعر البسيطة ،
- ولا منقذ سواك تركلهم لتستعيد بقايا كرامة منزوعة غصبا
كم هو مجحف ألا يسترسل الحلم أو يغادر المدينة !
- أعلم أني هنا أُشذِّب أغصان اليأس كيلا تمتد جذورها في الأعماق
ويجف آخر رمق لـحلم كان يغفو قريبا من شفتين تكاد أن تيبسا من طول انتظار!
-هاكم أضلعي واعتلوها
خذوا مني ما خزنت من الأفراح وارتحلوا
- باتت ملامحي منفضة العابثين أسلموا بقايا جرمهم فوق ترائبي
لا ذنب لي سوى أني أعلنت حنقي وفضحت تاريخهم الأرعن ، وأقسمت أن أستبيح زيفهم فسكبت قطرات معدودة كانت وشاية أياديهم السوداء !
وذاك أضعف الإيمان لعاجز وحيد كان قدره أن يحيا بين الضباع !
- صلّيت لصديقي وغادرت بأمنية أن تأوي بهم الريح إلى مكان سحيق