هُنا ..
ينتهي الكابوس على مشارف الحلمِ
و يسيطر الخدرُ على مواضع الألمِ
فـ ينعم القلبُ بالسلوى المؤقتةِ
و يلملم شظايا اجزائه المُفتتةِ
لـ يذوب الواقع في نسيج الخيالِ
و يفقأ الممكنُ عينَ المحالِ
هنا ..
سـ أقتل ذكراكِ المُهَيمنةِ
بـ كأسي المُثلج و حبوبي المُسَكِنةِ
و دخانٍ أبيضٍ من حشيشتي الداكنةِ
و سـ أسقط نحو اللا شيء
في قعر ظلام الهوة السحيقةِ
حيث لا يصل نور الشمس ابدا
الى طبقات الوجع العميقةِ
و لا ترى العينُ شيئا
من قُبح وجه الحقيقةِ
هُنا ..
لن تزورني أطياف لوعة الحرمانِ
و سـ تُدرَج صفحتك في طيِّ النسيانِ
و لو لفترة وجيزة
و سـ أفقد مراكز الإتزان و الثِقَلِ
سـ أتخلّى عن جنوني بكِ
كما تخلّى عني عقلي
و معذبتي العزيزة
هُنا ..
وجدتني من دون سعيٍّ مني
ملفوفا بـ غوانٍ لي تُغني
محفوفا بالأضواء و أنصاف الصور المُشَوَّشةِ
تائها في الوان الصخب المُزَركَشةِ
كـ أقرب ما يكون الى الخيالِ
و أبعد ما يكون عني
هُنا ..
حيث يجتمع الأشباح و ناهِشو الابدانِ
يجتمع فاقدو الأخلاق و السلوانِ
و جدتني أبحث معهم عن أشلاءِ امالٍ مبتورةٍ
ابحث في أطلال المُنى
عَمن ذهبت بعيدا هناك
و تركتني وحيدا
هُنا ..
فريد 19/5/2017