تَعرّي ...

[محمد بن هاشم]

الكتابة يا رفاق ليس كما يُخْبرُ عنها البوم الاحساس ، في صور أولية لكيمراء القرأة
أنها :
جنة ورافة ... أطفال مدهشون ... اقراص روحية ...
أصابع بطاطس مقرمشة ... رقايق الذرة الهشة ... قطعةٌ شوكلا ..
فيمتو تُبحر في جوفه مكعبات من الثلج على مائدة الافطار ،
أغنيةُ معجون بماء نزار ... برتقالةٌ لونها اصفر مذاقها سكر
كرزايةٌ أحمرٌ لونها تسيل لعاب الناظرين ... اجتماع لعائلة من المكسرات
وهلمَ جرا ...

الكتاب ايّها القاري العزيز ...
فحشٌ مهذب نداري عُريّنا منه بالصرخة الموسيقية ،
وحدة قياس دقيقة لزلزال الفجيعة ،
رحلة واقعية لسبر أغوار الموت ،
زيارة مؤكدة الى قلب جهنم تطوف بك كل مدن العذاب ،
معمل مجهز بـ آلات عالية التقنية ، للتشظي ، التفتت ، الفرم وفي حجرة صغير جهاز للتبخر و التجمد .
تجربة حقيقة للانسلاخ والتحول الى خيط ، ثقب ، جدار ، حجر ، كرسي مسمار صدئ , كومة قش
او حتى شجرة غبية بـلا أكتاف .

الكتابة هي تجانس كيميائي للحبر والفكر لتكوين ملح النطرون واستخدامهفي تحنيط الوجع حيَّا .

::
الكتابة ...التعاسة في سيناريوهات عدة .

و
القلم أشبه بوحش ينقض على الكاتب أثناء مزولته مهنة التهريج في سرك الحياة.


نقطة نظام
وحدي من قصدت

للتعري بقية

 

[محمد بن هاشم]

انسلاخ الضوء ونحس الليل المعانق للوحدة
يشبهني
تكدس الخيبة في قوارير التمني المختنقه بغطاء الغياب
يشبهني
غضب البؤس المدمي بأسنان اليأس اصابع الفرح
يشبهني
رئة الخوف الممتلئه بأكاسيد الحزن
تشبهني
طفلٌ القى به شرر الحرب على بين أكوام الجليد ترتعد مفاصله من البرد و لا مناص
يشبهني
شابٌ يلسعه عقرب العجز والرفض لينهار أمام عين صبره برج العلم ومُحصلة السنين
يشبهني
كل المعلقين في مسلخ الحياة
يشبهونني

 

[محمد بن هاشم]

اللعين إبليس/
أريدُ استبدل شيطاني الشقي بشيطان محترم
علماً أنه لم يتم إخطاري أنّ الصنف المرسول لايرد ولايستبدل

 

[محمد بن هاشم]

أفكار نموذجية وأخرى عشوائية أشعر بتخبطهما في رأسي
تتدافع الاول على هئية جيش من الحروف ،
محاولةً شق طريقاً لها من جبهتي نحو الورقة
والثانية أخالها تضربُ بمطرقة في قطر رأسي
محاولةً ان تثقب لها معبراً الى فمي
وأشعر من شدة الطرق برتطامٍ لاسناني .
أُهرول هرباً نحو المكتوب سلفا سواء المعلّق في فضاء الحرية
او المتقوقع في قبو الورقة وما أن أقبل عليهم مذعوراً
حتى يستقبلوني بكمٍٍ هائلٍ من الصفعاتِ التى تكادُ
أن تلقي بحدقي من محجريهما
متذمرين في طريقة اخرجهم الجداً ركيكةِ على حد زمجرتهم
اللعنة /
على العقل والفكر ودفقة القلم

 

[محمد بن هاشم]

حدث في هذا المساء ::


نسيتُ أنهُ مختبئ هناك
دخلتُ من باب " لو " كان الشيطان ينتظرني
أخذني في رحلةٍ عبثية مشحونة بـ الاسئلة
ماذا لو لم تُصادفها ؟!
أمَ كنت الان منكبٌ على أوراق المكسب ترعى بقرات التركة
ماذا لو لم تُحبّها ؟!
بالطبع ستنام قرير العين إلا من مشاغباتي
اليس أفضل من أن يزفكَ أحفاد السهاد كل مساء
شامتين شاتمين " المجنون أهوه "
حتى ينتزعك الصباح من قبضتهم


تدفقت وحوش ال "لو " من كل حدبٍ وصوب
تزأر بـ أًصواتٍ مختلفة
تملكني خوف
كـ سائح فقد وفده في غابةٍ افريقية دون مرشد او خارطةِ طريق

حينها تذكرتُ وصية رسول الله
" قدّر الله وما شاء فعل "
وكان لها فعل المعجزة

 

[محمد بن هاشم]

صدقني /
الخروج لايكون من النار الى الجنة فقط
فـ ثمّةَ خروج يكون من الجنة الى النار

منذُ أحببتكِ دخلتُ جهنم من أوسع أبوبها
رأيتُ الزقوم ، عرفت الغسلين ، تجولتُ على ضفاف الويل
وصادقت جمعٌ لا بأس بهم من أًصناف العذاب .

مبدعةٌ أنتي في تحويل الطيبة الى سذاجة متطورة
عبقرية في قتل الثقة انتحاراً بـ أفيون الزيف الانيق

...
امتدادٌ لحرف الهاء الى حدود الهاء السابعة
ثم
لا لا ليس كما تظنين لا اهجو ولا أعتب
فـ العتب أكبر أبناء الحبّ بـ اثبات الحمض النووي كما يقول مختبر الاخلاص
ربما في الحرف شيٌ لا يتجاوز مثقال " ليه " من لوم
هو اقرب ما يكون الى اعتراف بالسذاجة والفشل ،
وعلى ذكر الفشل ما يزال طعمهُ حيٌّ في فم معرفتي
- على فكره هو فضيع في السرعة للوصل الى النجاح
ودرسهُ مصل وقاية - .

نحن و كـ العادة نحن اقصدني بها فقط
لا نزجر حين نزمجر و لا نشتم حين نغضب ولا نرنو لانتقام حين نُهزَم

قد ندرس تفاصيل النكسة وهنا
لم يكن الكذب محور دراستنا ، و لا غياب سيادة الضمير هي تؤرق المضجع
ولا التقمص والتلون والانسلاخ عن المبدأ هي من تجعلنا نقف على عتبة الحيرة !

أنما إجابة لماذا ؟!

وكان بـ الامكان أن نعبر طريق "ابتعد"
الخالية من عربات الاستهزاء بدلاً من أن نُلقّطُ بقايانا من تحت أقدام الاطرات
وكذلكَ كان في مقدرة هذا المصطلح أن يأمن لكِ مخرجاً على صهوة الرفعة محفوفة بـ الدعوات
فـ ليس في الحبّ اِجبار لكنهُ يمقت حد الاستفراغ التذبذب .
::
علمني حبُّكِ درساً لا يستطيع برفسور شرحه بطرقةِ مقنعه مفاده

أن ليست الافاعي وحدها من تجيد الانسلاخ
وليست الحرباء فقط بارعةٌ في التلون
كذلك البشر

شكراً لكِ

 

[محمد بن هاشم]

نحتاج في الحب/
للذعة انتظار ، وخزة توق , لدغة غياب , لسعة حنين
و احياناً مسّ من احتياج
لتشتعل جذوته ويبرق سناه
ليس كل الغياب تذكرة سفر نحو اللاحب ، او رسالة فارغة مضمونها الابتعاد ؛
بعضه غنج ودلال ، وبعضه قياس لثرمومتر العشق ، وبعضه محض جهل لطفولةٍ متأخره
فـ أعتى المواقف على العاشق مجابهة طفولةٍ متاخرة او شيخوخة متقدمة

 

[محمد بن هاشم]

كيف اجعل مني انساناً خارج التغطية ؟
و أي عقار يمكنهُ برمجتي على وضع النسيان ؟!
أما من زرار مضمون يعيدني لضبط المصنع ؟!
فارغاً من كل شيء تم تحميله في غفلة من النباهة !
تخامرني لذة التجربة
أن أرطم راسي بكل ما أوتيت من خيبة
فهل يا تُرى يستيقظ الجنون ويعيثُ في الجمجمة فساداً؟!