|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ . |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 |
|
يوميات امرأة عادية ( وفاء ابريوش) ![]() قراءة / طلعت قديح ![]() (يقع الديوان في 226 صفحة ، دار فضاءات للنشر والتوزيع 2013 ـ تصميم الغلاف خالد ابريوش) وقد عنونت الكاتبة كتابها بـ ( نصوص) ،(برد دافىء ) ، تاركة لنا المجال للتخيل عن التضاد في العنوان كأنه تهجين أو مصطلح جديد ، وما يميز الديوان هو اللغة السهلة الغير معقدة ، سلاسة المعنى وسهولة المفردات ، إلا أن الكاتبة لديها خلطة سحرية في بناء هندسة النص بشكل مدهش ، فهناك من النصوص ما تعجب كيف تتمكن الكاتبة من الحفاظ الخلطة السحرية في نصوصها دون أن تستخدم محسنات بديعية صعبة على القارىء ، كما ت نتقل الكاتبة للإسهاب في عالمها عبر جزء من الكتاب أسمته ( زخات عاطفة) ، وهي بذلك تمنح أفقًا جميلاً للتنوير لكثير من المفاهيم . . .كتاب يستحق القراءة ) ** (أكتب في الربع الأخر مني ) ** معلوم أن الكتابة هي تصريح للنفس عما قد لا يستطيع الإنسان عن الإفصاح عنه ، سواء أكان للغير من أناس عاديين أو مقربين ، حيث تختلف الحالة من إنسان لآخر ، ويبدو أن الكتابة هنا هي الملاذ للنفس . وتختار الكاتبة موضع الكتابة في الربع الأخير من كينونتها،ويأتي حرف الجر ( في) للإيحاء بالعمق في ظرف الكتابة . . . لكننا نتساءل / ما هو الربع الأخير ! أهو ربع العمر الأخير بسنواته ، أم هو الربع الأخير من الاحتمال النفسي الذي كان مناسبًا للكتابة ، بحالة التراكم عبر الأرباع التي هُدرت ، وحانت لحظة الاعتراف . . . ويأتي تعبير الربع الأخير مني ، متأثرًا بالتراث الإسلامي ( الثلث الأخير من الليل ) إلا أن الكاتبة أرادت تقسيمًا يناسبها ! ** (في المساحة التي لم يبن الامتلاء به صرحًا) ** وتختار الكاتبة تخصيص موضع انتقائي للكتابة في مكان يحتل من الربع الأخير حيزًا، كي تفض بكارة أسرارها ، وتوضح بعض مكنون ما تعانيه من حالة نفسية ، ونفهم ذلك من مفردة ( الامتلاء) ، والذي حتمًا هو امتلاءٌ حياتي ، لكننا نود معرفة سر اختيار مفردة ( صرحًا ) ؟ والصرح في اللغة هو البيت المشيد بعلو أو القصر العالي . . . وببعض التأني نلاحظ أن مفردة ( صرحًا) خلت من أل التعريف ، مما يعني اختلاف حال المعنى هنا ، ويبدو أنها أرادت المسمى فقط لا التفسير اللغوي له ! ** (أجلس طفلةً على بقايا بيت مهدم) ** تبدأ الكاتبة شيئًا فشيئا في تبيان مفردة ( صرحًا) ، بالاستدلال لحالة ما . . وتأتي ( أجلس طفلةً) ، وهو حال الحاضر لطفلةٍ ما زالت صغيرة في العمر الزمني ، لكنني أحسب أن مفردة ( طفلة) ، هي تعبير يدخل لكينونة الكاتبة ، فقد تدل على نقاء السريرة الفطرية ، لا العمر الزمني ، وسط العالم الملوث لمن يعيش فيه . (بقايا بيت مهدم) وهنا تسوق الكاتبة لنا حالة صرحها بانكسارٍ نفسي عميق ، بكومة من بقايا العمر المنتكس ! ** ( في برزخٍ أرضي بين اللجوء والحنين) ** وتستمر الحالة في تبيان حكايتها . . . لٍتًعمق أكثر في البوح لتعلمنا حالاً أفضى مشابهًا بالاتكاء إلى منطقةٍ بين اللجوء للكتابة والحنين لذكرياتٍ ما ، لكننا نستوضح هنا عن اختيار مفردة ( أرضي) ؟ هل هناك برزخ غير أرضي ! كان يكفي أن تكون العبارة ( في برزخ بين اللجوء والحنين) أو ( في برزخ اللجوء والحنين) إذ أن مفردة ( برزخ) تعني الحجز بين شيئين وكان يمكن عدم الاستعانة بظرف المكان ( بين) . والعبارة مكتملة دون الاستعانة بمفردة ( أرضي) ! ** (كبرت فجأة ...) ** يبدو أن حالةً ما ، نقلت الكاتبة من طور الطفولة النفسية لطور الكبر ! صدمةٌ أو لطمة قدر ؟ ** (ولم استطع التعامل مع الرشد بلباقة ) ** نتيجةٌ حتمية لما تعانيه الحالة الداخلية من صراع النقاء والتلوث , , وهنا حالة حنين للطفولة التي لا يُحاسب عليها المرء ، فالرشد يحتاج لذكاء في التصرف ، وهذا ما تفتقده الحالة الداخلية ، نتيجة الارتقاء المقاجىء بين مرحلتين . . مرحلة تيه واضحة المعالم . . . ( أكتب في الربع الأخر مني ) ** (هناك حيث الثورة والجموح والنصر) ** وهنا تتهيأ حالة الانتقال إلى مفردات التحول لمرحلة الرشد ، ثورة في التفكير وجموحٌ في الأسلوب والتعامل والاستقلالية والنصر حيث اهتراء مرحلة الطفولة وبروز مرحلة الرشد. ** (لا يلزمك كماشة لخلع أظافرك) ** تراث معلوماتي عن استعمال أسلوب تعذيب تتبعه غرف القمع والتنكيل ، إيضاح لمدى الشناعة التي تمر بها مرحلة الانتقال وكأنها إزهاق لروح الطفولة ، صورة موجعة تتسم بالعنف المرموز له بـ ( كماشة) ، والاستعانة بفعله (خلع) ، أما المستهدف والضحية ( أظافرك) . ** (أستقبل عيدًا مع كل خفقة) ** ما تعني مفردة ( عيدا) وسط زحام الألم والمعاناة ؟ أحسب أنها مقرونة بمفردات التحول السابقة ( الثورة والجموح والنصر) ، هذا هو العيد ! ومآله خفقة في القلب ، تضخ من خلاله عيدها . ** (أرتب حزني على الرفوف) ** نعلم أن الترتيب والتأنق يكون لشيء يعتز فيه الإنسان في مكنونه ، فلم تم اختيار مفردة (حزني) ، هل لحزنها درجات بين الشدة وأقله . وعلى ماذا تدل مفردة الرفوف ! وأي حال هذا الذي يستوطن الحزن كل هذه المساحة من العمر ؟؟؟ ** (أنفض الغبار من الذاكرة) ** هل أتت مفردة (أنفض ) ، حالة حركة تدل على شدة ، فمن أين جاءت وسط هذا الحزن والمعاناة ؟؟ وكأننا أمام نصر أو حالة استنهاض معنوي ، برغم حجم التراكم الذي صاحب الحالة العامة ، وقد وفقت الكاتبة في استعمال مفردة ( الغبار) ، كي يُرى شيء من بريق أمل وسط عتمة الأحزان . ** ( أسرق لفافة تبغ في عمر السادسة عشرة) ** والسرقة حالة اختلاس للروح من عمق حزن يلفها ، وما زالت حالة الرشد غير مستقرة متذبذبة ، حتى وإن كانت في عمر السادسة عشرة ويبدو أن الذاكرة تنخر في هذا العمر المحدد والذي هو طور الأحداث وتتابعها ** (وأمضي سريعًا بعيدًا) ** حالة هروب قصري ومتاهة لعدم الانكشاف لحالة تعاطي لفافة تبغ . . . هروب نيسان لحال مرهق , , , ** (عن أطفالي وأبي ...) ** تتضح هنا بعض رموز الحال ، أطفال في عمر السادسة عشرة ووجود أب ! أهو حال ترمل مبكر لامرأة ! وفقدان زوج ّ وهي مأساوية محضة ، أم هي حال الفتاة الكبرى التي تحمل على كاهلها رعاية أخوة صغار وهي بمثابة أمٍ لهم ، في عدم وجود أمها ! لكننا نستطلع الحال المؤكد من عنوان النص ( يوميات امرأة عادية) وبالتالي يأتي الاحتمال الأول أكيدًا . . .أطفال وأم ووالد ولا زوج . . . ( أكتب في الربع الأخر مني ) ** (حيث قرأت كتبًا عن الشيوعية ) ** وهنا تقر الكاتبة ميلها للثقافة التحررية الفكرية ، والتي جاءت عبر معاناتها، وكأن الشيوعية موضة التحرر من كل القيود الأرضية ، من القهر والظلم والتسلط ، حتى التحرر من الانكسار الداخلي والخنوع ، دون أي اعتبار حتى لإله يتحكم في مجريات حياتنا ! ** (وأعجبت بلنين سرًاِ ..) ** هي نتيجةٌ حتمية لمت يتعلق بالفكر الشيوعي فهو من أقطاب الشيوعية ، لكن لِم كان الإعجاب سرًا ! مع أن القراءة لأية كتب خاصةً إن كانت فكرية لا تكون خفية ! فهل كان يسمح بالقراءة علانية ، واعتناق المذهب سرًا أم هو اعتناق التعلق بِقشه ! ** (بعدها اختطفت الهمسات الخائفة على عقلي الأسفار . .) ** الحالة النفسية للكاتبة سريعة اللمحات ، ومفرداتها وقتية لا استقرار فيها ، فمن أكتب ـ أجلي ـ أستقبل ـ أرتب ـ أنفض ـأسرق ـ أمضي . . . الخ . تتابع في الحركات والأوضاع ، وهذا إرهاق حياتي في موجة التقلبات النفسية وكأنها تسابق الزمن . بعد هذا التوجه للشيوعية تتخطف تلك الهمسات المرتجفة ، والملاحظ أن ضحية تلك المواجهات القائمة من أول النص هو العقل ، فمن ذاكرة متخمة بالوجع إلى عدم القدرة على التعامل في سن الرشد إلى غيره ، ونريد الاستيضاح أكثر عن مفردة ( الأسفار) ، هل قصدت بها ما نعرفه عن السفر ( الرحلة ) ، أم هي كناية عن التوجهات الفكرية داخلها ورمزت لها بـــ ( الأسفار ) ، وهي ألواحٌ توراتية ، ومن هنا تكون التبعية الواضحة للظروف وإن كانت غير ما تعتنقه ! (في الربع الأخير مني ) ** (قابلت ملحدة تقنعني بترك الله ) ** وهنا المقابلة لا تتم إلا بموعد مسبق ، ولا يكون اللقاء مع ملحدة إلا من خلا ل حراكٍ ثقافي ما ، ولا يأتي بدء الإقناع إلا بعد ألفة وأخذ ورد ولقاءات ، فهل هي صديقة أم عابرة سبيل ؟ ثم لا مفاجأة من طلبها بطريقة الإقناع ، حيث أن منظري الفكر الشيوعي الملحد ، يناقشون الماديات ، و يبنون أطروحاتهم على المحسوس الملموس ، فلا تواجد لإيمان داخله . (بترك الله ) ، عبارة غريبة ! وكأن الله هو من يحتاجنا أو انه ضائعٌ وهو من يهتدي بنا ، سبحانه عما يصفون . ** (كانت تحمل هم الكون على عاتقها . .) ** تلك هي النظريات التي يقوم عليها الفكر الشيوعي ، يقوم على إنقاذ الطبقة الكادحة العاملة ، وإشراك الكل لإسعاد الكل ، لكنها نظريات ما لبثت أن اندثرت لأنها تعزز الاستبداد أكثر فأكثر . . ** (ضاقت بها الأرض عندما ضاق تفسيرها) ** يبدو أن تلك المنظرة الملحدة لم تكن بتلك القوة الفكرية حتى توغل في أطروحاتها ، وهذه الفئة تكون لها القدر على الفهم والتعمق دون الشرح أو الخروج عن النص المحفوظ ، تمامًا كالكاتب الذي يتقن إيصال ما يريد عبر الكتابة ، لكنه لا يتقن إيصال المعلومة مباشرة بالشرح بطريقة جيدة ! ** ( وتبريرها لوجود القوة العظمى إلا في يد الإله ) ** وكما قلنا أن هذا هو ديدن المذهب الشيوعي (كيف نؤمن بما لا نراه ) مع أن الأصل في وجود إله ، هو الاعتقاد الداخلي والغريزة الإنسانية التي تستوعب أن الاله لا يمكن أن يكون في متناول اليد ماديًا ، وإلا لانتفت إرادة الكون بأكمله ! ** (قضيتُ وقتًا طويلاً في محرابه ) ** جملة ٌ معلقة ! وكأنها فاصلٌ لا يرتبط بما قبله ولا أعلم لم ! لو كانت تلك الجملة كالتالي ( إلا في يد الاله الذي قضيت وقتًا طويلا في محرابه ) ، كان يمكن أن تكون الجملة مترابطة ومؤكدة على تراث الكاتبة الروحي ، والذي نستقيه من مفردة ( محرابه ) ، فهي مختصة بمكان العبادة والصلاة لدى المسلمين . ثم ما معنى ( قضيت وقتًا طويلاً ) هل كان المحراب مجرد رحلةٍ استطلاعية أو مكانًا لانقشاع المعاناة النفسية فقط ! ولم يكن نهجًا تعبديًا في العلاقة بين العبد وربه ! ( في محرابه ) دليل على أن الكاتبة هي من سعت لله للخروج من حالتها المستعصية ، التي تخنق رئة التنفس للروح في حياتها ، هي المحتاجة لا الله سبحانه . . . ** (أشرقت النور على عتمة جوارحي . .) ** نتيجة على اثر توجهها لمحراب الله تعالى ، فلا بد أن يشرق النور في الدين والدنيا في جوارح كل إنسان يؤمن بالله اعتقادًا ومداومة ، ولا يكون ذلك إلا بالانغماس الشعوري للجوارح ، في هذه الحالة الإيمانية ، لكنني هنا أتوقف عند لمحة . . . لِم يتجه الأكثرون إلى الله حينما يدلهم الخطب وتشتد المحن ، لِم لا يكون ذلك دونما شيء يدفعنا لذلك ، ونلمح ذلك في ( عتمة جوارحي) . .. إن جميع الأعمال التي نمارسها إنما تكون لابتغاء أجر أو لابتعاد عن النار وسخط الله ، متى تكون عبادتنا لله دون انتظار ثوابٍ منه ! ** (فأرسلت قوات مكافحة الإرهاب) ** مقطع مفاجىء! من المفترض أن تتناسق مقاطع المشهد الواحد مع بعضها ، بترابط المعنى والهندسية النصية ، لكننا هنا نلاحظ شطحًا لمقطع وكأنه صعقة كهربائية أو انتفاض قلب ! ما هي قوات مكافحة الإرهاب ! وما هو الإرهاب الذي تعنيه الكاتبة ؟؟ هل كان الإرهاب نفسه هو الذي تدندن به المحافل الدولية لوصم الإسلام به ، وإن كان كذلك فهل تبنت الكاتبة هذه النظرة لدين الله ، لِم لم تكن قوات مكافحة الإيمان أو التوبة ! ** ( رُسلها لمحو تعاليمي !!) ** هي المضايقات والأهوال النفسية التي تعانيها الكاتبة في جوٍ من الكآبة ، لكنه موارب نوعًا ما . . . لكننا نعلم أن مفردة ( رسلها ) تأتي للتبليغ لا للفعل ، إلا إذا كانت رسل إجبار وتنفيذ ! وهنا تأتي ( محو تعاليمها) ، فما علامة التعجب إلا إنكارًا لمحاولة المحو لأن التعاليم الراسخة في العقل والقلب لا مكان لمحوها . ** ( بقي معي يقين في الجيب السري للأمل ..) ** أراه وصفًا صوفيًا حداثيًا ، فهنا علاقةُ خفية مع وميضٍ في داخلنا ، إنه الإيمان بأن الدنيا مهما كان فيها من الملمات إلا أنها دومًا تحمل بعض الومضات الرقيقة التي تفرز حلقات من الفرجة ، وهنا يبدو أن الكاتبة لا تفقد الأمل بل وتخبئه بعيدًا عن المتلصصين لا تحترق أكثر ! ** (في الربع الأخير مني أكتب) ** مع اختلاف النسق هنا ،إلا أن المعنى متلاصق ، لكني أحسب أن النسق هنا بتأخير مفردة ( أكتب) ، هو نزف تحدٍ وإصرار، لكنه لا يخلو من الألم ، فالألم هو بضاعة هذا النص بشموليته ، ويتضح ذلك من ( قارّة فقدان ) . . . لست أدري كيف يمكن لروح أن تصمد وتحتمل هذا النزف المستمر ! ** ( رغم محاولتي تعلم السباحة عكس التيار ) ** من البديهي أن يجاري المرء الحياة ، ويعمل على التأقلم لها ،وفي متاهاتها ، محاولاً المواءمة والمواربة بين مبادئه وبين ما تمارسه الحياة فينا ، وهذا أمرٌ اعتيادي يفعله الكثيرون ،لكن الكاتبة هنا لها رأي آخر ، تريد أن تترك بصمة خاصة بها ! وترفع راية تعبر عن عدم خنوعها للتيار المنافق المتملق للحياة بكل تناقضاتها ! ** (ما أول موجة أغرق ) ** رغم ما تكنه في شخصيتها من معانٍ وتصر على التشبث بعنادها ، إلا أن الكاتبة تغرقة في هذه الحياة ، ألكونها امرأة ! والنساء في مجتمعنا العربي هن الطرف الأضعف في كل شيء ، وهذا ما نلمسه عبر ثقافة مجتمعنا السائدة والمطبقة واقعًا وسلوكًا . ** (هل لأنني ثُكلت وتيتمت في الشتات والوطن) ** وهنا تُخرج الكاتبة بعض مكنونها ، لتكشف لنا الصراع الخفي الدائر في داخلها ، وتدخل وطنها فيه ، وتبرز قضية جوهرية أفرزها الاحتلال الصهيوني لبلادنا ، وهو النازح والمقيم ، والمقارنة بينهما ، ومحددات التفاضل بينهما ! أو حتى بين الموتى والأحياء ! وهذا المقطع مثار ألمٍ عميق ، للكاتبة فتُبين أن التركيز للقضية يكون للداخل ، مع أن الوطن ليس ترابًا فقط ، غذ كيف يُنحى الخارج بمليونية أعداده لصالح الداخل الذي يملك الحدث الرئيسي في الصراع ! مفارقة معقدة ! في هذا المقطع تختزل الكاتبة شعورًا وطنيًا عميقًا مؤلمًا وتركت لنا دلائل الألم في (قسمة نبضٍ على وطنيين ) (نازح ومقيم) ** ( أرجوك لا تطّلع على هذا الربع مني) ** كثيرٌ من الألم لم يرق للكاتبة ، أن تفرج عنه من صندوق أسرارها ، بتفاصيله ، بل تركت لنا هذا الأمر للاطلاع عليه كما نراه في الإعلام والواقع . (في الربع الأخير مني أكتب) ** (غير ذلك أنا امرأة عادية ..) ** وتأتي خاتمة البداية للنص يمقطٍع تحاول فيه الشاعرة أن تلملم شعثها وشتات أفكارها ، بعد أن رشقتنا بكوماتٍ من وجع ! لا تلبث أن تمنحنا وجًا آخر للكأس المر ، فبرغم الأوجاع إلا أن هنا شيئًا اخف وطأة مما سبقه ، وتسرد لنا بعضًا منها ، لتؤكد لنا أنها تمارس حياتها كامرأة عادية ! ** (لها حبيب وأربعة أطفال ) ** من هو هذا الحبيب وسط الركام ، أهو حقيقي أم معنوي داخلها ، نفسها ؟ قلبها؟ عقلها؟ الذي ما زال يؤنس وحدتها ، أم هو إقرار بأنه مادي ملموس ! وتتابع الكاتبة سرد بعض تفاصيلها حياتها العادية ، كـ ( تطهو الأطعمة الشعبية والغربية) ( تحصد قمحها بيدها وهي تستمع لموسيقى الإخوة جبران أو ليوهان شتراوس حين يغرف كمنجته رشفة ماء من نهر الدانوب) تأتي مفردة ( قمحها) لتأتي بشيء خاص بها لا نعلمه ! وتبرز الثقافة الفنية للكاتبة بإلمامها بأسماء لامعة ، قد لا يعرفهم الشخص العادي أو على أقل تقدير سماع دون التفات لهم . . .الإخوة جبران أو الملحن شتراوس ، مبينة الإبداع في موسيقات بــ ( يغرف كمنجته رشفة ماء ) . . .ويأتي اختيار نهر الدانوب موفقًا فمعروفٌ أنه يمر عبر 10 دول أوربية ، ويصب في البحر الأسود ، وكأنه يغرف من نهر تتعدد ثقافاته ، فهل كان اختيار الدانوب عفويًا أم هي التركيبة الجيدة . . . . ** ( متممًا استقلالية الحب في سنبله) ** وما تلبث الكاتبة أن يتدفق بعض إحساسها الجميل في هذا المقطع ، فمعلومٌ أن أفضل طريقة لتخزين القمح أن يترك في سنبله ، حيث يقول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام ( ذروه في سنبله ) ، لكنها هنا أرادت أن ينسلخ الحب عن مكمنه ، فك ارتباط ! ** (تقرأ في عيون الأرض تراتيل محمود درويش ) تعاود الكاتبة اعتزازها بأرضها ، وكأن الرجوع لحضن الأرض هو الملاذ الأخير الذي لا انفكاك منه ، ولديها تراثٌ أدبي عالمي لا يقل عن شتراوس ، إنه الدرويش الذي تجول أشعاره الأرض . . . ** ( وتصحو على نداء حبيبتي أو ماما هذا حبلي السري الذي لم ينقطع مع الحياة ) ** تعود غريزة الأمومة لحال الكاتبة ، وهل أجمل من الصحو على صوت يأتيها من أطفالها ! نهاية النص ، تتويجٌ للحالة الإنسانية التي لا تغادر الكاتبة برغم ما كابدته من قبل ، وننظر إلى التصوير الجميل للعلاقة بينها وبين أطفالها ، والحبل السري هو المغذي للروح التي تنبض داخل الأحشاء ، فإن انقطع ماتت الروح . وحمدًا لله أنه ما زال هناك حياة وبه تحيى الكاتبة . . . تلك الكاتبة التي هي امرأة عادية . قراءة / طلعت قديح تح يتي القيصـــــــــــــــــــــر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | ||
|
طلعت قديح
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||
|
قراءة عميقة تتغلغل داخل أروقة النصوص نصا نصا
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |
|
اقتباس:
الرشا . . .
امتناني لحضورك الدائم وهذا وسام لي كلما طل اسمك . . . تح يتي القيصـــــــــــر
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | |
|
اقتباس:
الجميل أ. عبد الإله المالك
حمدًا لله على هذه الشهادة أتمنى إتمام القراءات على وجه جيد تح يتي القيصـــــــــر
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | ||
|
من خلال قرائتي للتحليل لاحظتُ عدة أمور ان الأديب طلعت قديح لم يهتم بالنص فقط اقتباس:
اقتباس:
الأديب طلعت قديح يطيبُ لي المكوث امام مروجكَ النيرة ربي يعطيك الف عافية
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7 | |
|
اقتباس:
النادرة . . .
من يقرأ النصوص دون الغوص كمن يتصيد سمكة تطفو أو صيدًا ما . . . فلن يطفو إلا المتداول تح يتي القيصــــــــــر
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ركوة حرف | طلعت قديح | أبعاد النقد | 6 | 02-20-2020 11:24 AM |
ركوة حرف (1) مدارج دفء | طلعت قديح | أبعاد النقد | 14 | 08-17-2018 01:07 AM |
ركوة حرف (2) الصلاة الأخيرة للملك | طلعت قديح | أبعاد النقد | 6 | 11-28-2015 05:57 PM |
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|