|
![]() |
#1 | ||
|
مقــدمـه :ــــــ
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | ||
|
الفصل الثاني لم يكن من الهيّـن على ( جيوفاني ) الغوص في تجربة خطيرة دافعها رغبته في هداية غانية سلكت طريق الشيطان ، وبرغم تحذير صديقه الراهب ( آلدو ) من تأثير ذلك الأمر على سمعته وهو المعروف بورعه وبعده عن كل امر مشبوه ، الا انه سعى لهذا الأمر واثقأ و .... متحديا ! بعد أيام وفي صبيحة يوم مشمس ، خرج من الدير ليمارس رياضة المشي في شارع ( جنوه ) الطويل المجاور للدير كعادته صباح كل يوم ، يخطو خطواته في ذاك الشارع بهدوء ، مطأطيء الرأس بينما يداه مشبوكتان خلف ظهره .... يفكر ويتأمل في امور الدنيا واحوال الناس ، يرتجي الخلاص من كل الوان الشرور ويدعو الله الهداية للبشر . ولكنه حين دلف للخارج ينتوي مشواره فوجيء بشقيقه ( لويجي ) يفترش احدى زوايا الدير الخارجيه ، وبدا واضحا انه كان ينتظره فقد كانت عيناه ترقب باب الدير ، وحين رأى شقيقه هبّ واقفا وهو يحتظن حقيبة صغيره واتجه نحوه ثم انحنى يقبّل يده ، وكان باديا عليه من صحوه ومايحمله انه انتوى امرا ؟ قال لويجي : فكرت كثيرا في ماعرضته علي واقتنعت به ... سوف ارحل الى القرية وامكث هناك واباشر المزرعة والمنزل ( سكت لويجي لحظة ليرى نتيجة قراره على اخيه ، وعندما لمس الأرتياح باديا على وجه اخيه قال متابعا : ان لم ترني خلال شهر فاعلم اني قررت البقاء هناك . ربّـت الراهب على كتف اخيه وباركه . ورآه وهو يغادر المكان ويختفي بين ازقة الحي . سار ( جيوفاني ) في طريقه اليومي ، يعلوه السرور وتحـفّ به حلاوة النصر ، فقد استطاع التأثير على اخيه الوحيد وان يبعده عن سلوكه المشين. وفجأة تذكّر شيئا ، فتوقف ثم رفع يده الى ذقنه يتحسسها ويتسائل : كاترينا ... اين هي ؟ وهل ماقالته نوعا من العبث والسفسطه ؟! ثم زمّ شفتيه وهمس بصمت : يالها من غانية لعوب ، لاشك انها نسيت ماقالت بل ونسيتني انا ايضا! كان هذا رأي ( جيوفاني ) في الصباح ، ولكن المساء كان يحمل في احشائه امرا آخر فحين توارت الشمس خلف الأفق وتبدّل لونها من الأصفر الزاهي الى لون الغروب الشاحب ، وقبل ان يطلّ القمر بضحكته ... وصلت الى الدير فتاة شقراء تتراقص بقدميها فوق الأرض واختارت لها موقعا مرتفعا وربضت فوقه ثم القت بيديها الناعمتين تتحسس الأرض وتدور عيناها حول المكان ، لاتفارقها ابتسامة تطل من خلفها اسنان بيضاء لامعة نظمها الخالق بروعة تعجب الناظر . ولم تكن هذه الفتاة سوى ( كاترينا ) فتاة الحانه ، جاءت تبحث عن ( جيوفاني ) لتنفيذ ماأتفقا عليه وانتظرت بالخارج ... فبرغم استهتارها بنواميس الحياة الفاضله الا انها لم تشأ دخول الدير ... ربما بقية من خير ، او خوفا ، اوحرصا على مشاعر ( جيوفاني ) ؟ كل شيء ممكن . لم يطل مكوث ( كاترينا ) .. فلقد لمحت شخصين يتجهان الى المدخل ، وعلى الفور عرفت احدهما انه ( جيوفاني ) الذي حين رآها اقبل صوبها ، فقفزت ترحب به وتخبره انها جاءت حسب الأتفاق . قال لها : لابأس ( واشار بيده ) يوجد في نهاية الشارع مقهى صغير يقدم القهوة ... انتظريني هناك ... لن اتأخر . قال هذا وتركها لينضم لرفيقه المنتظر ودخلا سويّـاً وانطلقت كاترينا الى حيث المقهى . دخلت واختارت مكانا بعيدا عن المدخل وطلبت فنجانا من القهوه ... ظلت ترشف القهوة في تململ ويشع من عينيها الساحرتين بريق رجاؤه اوامر ، لو ابحرت فيهما لأصابك الحنين الى الطاعه والهمتك قول الشعر ورصف الكلمات . عيناها هما السحر القائم بصولجانه .. عيناها بلونهما الأخضر المشوب بزرقة بحر هاديء رقراق ، تحميهما اهداب تكاد من فرط طولها ان تتشابك عينان تنظران من وجه دائري تغطيه حُمرة الخجل بلا خجل ، وتقفز من خديها غمازتان كلما لاحت منها ابتسامه من شفتين منـزوعتان من اشجار الكرز ويحمل رأسها الجميل جسد اكروباتي متوسط الطول متناسق الوزن ..اضافت الى كل هذا الحسن حيوية نابضة لاتستقر على حال ... اذا تحدثت لاتملك الا ان تسمع لها واذا سكتت ففي سكوتها تأمّـل وابحار لم تكن كاترينا مثقفة او دارسه ولكن ماشاهدته في حياتها الى جانب جاذبية و ذكاء فطري .. جعلا منها فتاة مشعّة . وصل ( جيوفاني ) بعد فترة من الوقت وجلس قبالتها ثم قال : ارجو منك ان ترتدي في المرة القادمة ثيابا اطول . ـ وهل تظن اننا سنلتقي ثانية ؟ ـ وماالمانع ... الم نتفق ؟ ـ حسنا دعنا من هذا ... كيف تقضي يومك؟ ـ متعبدا ناصحا وامارس حياتي كما يحب الرب ـ اتظن ان ماتفعله الصواب ؟ ـ بل انا واثق انه الصواب ـ وماذا عن المرأة ؟ الا تحب ان يكون لك زوجة وأولاد كباقي سكان ميلانو ؟ ـ لقد اوقفت حياتي على الدير ودعوة الناس لمعرفة الرب ـ وهل يغضب الرب لو تزوجت ؟ ـ انا اتقرّب اليه بابتعادي عن ملذات الدنيا . ـ بل انت تخالف الرب حين ترفض انجاب عبّادا جدد! ـ ومن يضمن ان لا يكونوا مثلك؟ ـ جميعنا لانملك معرفة ماسيحدث غداً . شعر الكاهن ان الفتاة تبحث عن اشياء ليس وقتها .. قال لها : وانتي لماذا لم تتزوجي ؟ ـ لقد اعتقدت اني احببت يوما ولكنه كان جبانا ... فبعد مابلغ غايته ركلني ، ولم اصادف انسانا ينتشلني من هذا الطريق ـ قالت كاترينا هذه العبارة وهي تغوص بعينيها في عيني ( جيوفاني ) الذي لم يستطع مقاومة رؤية تلك العينين ، واحس بشعور غريب يتملّكه ، شعور لم يعرفه من قبل ، شعور لم تستطع تعاليم الكهانة ان تبعده عنه . كما ان ( كاترينا ) وهي الفتاة اللعوب التي تعرف قدر جمالها وقوة اسلحتها لم تتردد في احتظان مشاعر الكاهن تنفيذا لأهدافها المبيّته واطلاق سهام المرأة العارفة لقلب رجل كان قبل لحظات متجمد العواطف . مضت ساعة على المواجهة الأولى بينهما وطال حوارهما الذي بدا ان ( كاترينا ) استطاعت السيطرة على دفة الحديث ، ترسل من خلاله نظرات ، وتلوين كلمات تبدأ بصوت عادي لتنتهي الى مايشبه الهمس ! ولعل ابلغ دليل ان ( كاترينا ) في لحظة عنف عاطفي مدّت يدها الصغيرة لتلامس يد الراهب بشيء من الحرارة ،ولم يستطع جيوفاني ان يبعدها بل تركها كفّاً باردة تعبث فوقها انامل كاترينا تتحسسها بنعومة لعلها تبعث فيها شرارة من سخونه بينما عينا ( جيوفاني ) مفتوحتان وفكره مشوّش ، وفجأة انتفض وسحب يده وهو يقول : لقد تأخرت قالت كاترينا : متى نلتقي ؟ ـ مساء الغد ـ اين ؟ ـ هنــا ـ لا انه مكان لايليق بنا ، ما رأيك لو تناولنا العشاء في مطعم ( كابري ) انه مكان مناسب للحديث . ـ اتفقنا ... نلتقي غدا. غادرا المقهى وذهبت كاترينا الى شأنها وعاد جيوفاني الى الدير . تلك الليله لم ينم ( جيوفاني ) ولم يستطع ابعاد طيف ( كاترينا ) عنه ، انها فتاة غريبة وصعبه ( قال هذا وهو جالسا يتأمل ويفكر ولكنه لم يستطع تحديد او ترتيب افكاره وآراءه اما ( كاترينا ) او كيتي فلقد احست بنوع من التقارب العاطفي من ذلك الراهب المسكين كما كانت تقول عنه ولكنها ترفض ان تنهج منهجه ... لأن الحياة في عرفها لايجب ان نحياها وراء الجدران وننفصل عن الناس بدعوى الدين او أي معتقد آخر ، لذلك قررت ان تخرجه من قمقمه حتى لو اضطرت الى اغوائه ، قررت ذلك وبشده بعد ان لمست تأثيرها عليه بعد مقابلة المقهى ... فهل تنجح من منظورها في غوايته ام يفلح من منظوره في هدايتها ... لايزال السؤال حائراً نلتقي بعد الفاصل (سعود) هديه : الليالي ياما أمرّ الليالــــــي غيّبت وجهك الجميل الحبيبا ياحبيبي كان اللقاء غريــبا وافترقنا فبات كل غريبـــــا د / ابراهيم ناجي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||
|
الخاتمــــه
انكبّ ( لويجي ) على الأهتمام بالمزرعة والمنزل واكتشف ان في الحياة امورا اخرى اجمل واهنأ من حياته السابقة العابثه ... لمس الهدوء ونظافة الأجواء وطيبة الناس وسلوكهم الفطري ، فأحبهم ورغب المكان حتى انه اكتئب لضياع عمره في ذلك اللهو وتلك الصحبة السيئه .... وتفاعل مع جيرانه يسأل عنهم ويخدمهم ! فأحبوه وتسابقوا لأكرامه ... وخادم والده .... بتسوتو يتعجب من هذا التحوّل ... مضى ( لويجي ) على هذا الحال اشهرا طويله لايلوي على شيء سوى الأهتمام بالمزرعة وبناء علاقات جيدة بالمحيطين به . . اما الراهب ( جيوفاني ) فقد انغمس في علاقته بكاترينا لايكاد يفارقها الا ويشتاق للقياها . حتى ان الراهب ( آلدو ) سأله مستغربا هذا التحول المفاجيء في سلوكه ؟... فلم يُحـر جوابا سوى نظرة للأفق ارتدت اليه بلا جواب ... وبدأ احساس كاترينا بالنصر يأتي اليها زاحفا واثقة من نجاحها بعد ان استطاعت استخدام ادواتها الأنثويه بنجاح وخبث ودهاء ... تهاوت امامه حصون الراهب . لقد عاش ( جيوفاني ) حياته منطويا هادءا بعيدا عن والدته بعدما أوقفه والده لخدمة الدير ليعوّضه معصية اخيه الأكبر( لويجي ) فعاش وحيدا محروم العاطفة يؤدي واجبه تجاه الدير بكل قناعة وحماس ، ولم يكن يشغله من امور الدنيا سوى زيارة شهرية للقريه يرى خلالها امه ويعود من الغد اوالمساء . وشبّ ( جيوفاني ) رجلا لم تحرك مشاعره امرأه ... وفجأة ولسبب لايعلمه تقتحم حياته انثى .. وأي انثى ... فتاة جامحة جانحه تعرف معنى الأستمتاع بالحياة متحررة من أي التزام ديني او خلقي او اجتماعي محطمة كل القيود فلم يستطع جيوفاني المسكين مجاراتها او مقاومتها وسلبته ارادته من باب نواقصه ونقاط ضعفه واقبلت هجمتها العاطفية تدريجيه كنقاط السم ترسلها الأفعى لجسد الضحيّه حتى اجهزت عليه ... كانت تقبل وتتمّنع تهجر وتتشرط ...وبين مد وجزر وشد وأرخاء انتهى الأمر بخضوعه لتلك الشيطانة وليستقر بهما المقام بعد اربعة اشهر في احدى حانات ميلانو ويدخلها متخفيا ممتنعا عن تناول أي شيء. لم تكن كيتي في عجلة من امرها ... يكفيها ولوجه هذا المساء لمكان كان وجوده فيه قبل اربعة اشهر ضربا من الخيال ... وبعد ان كان جيوفاني يتغيّب عن الدير بعض الوقت امسى غيابه اطول ثم بات يغيب ليله كله ثم تطور الأمروانقطع عن حضور قُدّاس الأحد رغم محاولة زملائه الرهبان ثنيه عن ماهو فيه الا ان ردوده لم تكن واضحه فازدادت ايام تركه للدير ثم كان القرار بأقالته من مجلس الكهنة وصرفه . ولكن اين يذهب ؟ ان الدير مسكنه . في الصباح وجد نفسه نائما فوق سرير متواضع بداخل غرفة صغيرة لم تكن سوى مخدع كيتي احتواهم بعد سهرة في احدى الحانات القريبه !!! انتصرت ارادة الشر في الراهب وانقاد طائعا لرغبات الغانيه التي استطاعت ان تقلب حياته وتحيله شخصا آخر يكاد يقترب من حالة اخيه السابقه قبل سفره للقرية منذ ستة اشهر مضت لم يكن من السهل على الراهب ( آلدو ) ان يرى صديقه يسلك طريق الهلاك .. فعزم امره وسافر الى القرية يطلب العون من لويجي, الذي لم يصدق الخبر وجاء مسرعا مع الراهب ... وصل لويجي ويا لهول مارأى.......... شقيقه الراهب المتعبد يعيش في احظان غانيه .... جذبه اليه بشدّة وخرجا معا دون ان يلتفت لصراخ كاترينا وهي تقذفه بأقذع الألفاظ . ظلا يسيران معا في شوارع ميلانو ولويجي يعاتب شقيقه ويذّكره بما كان عليه .. قال له : كنت لا اعتقد بهدايتي يوماولكني لم اكن لأصدق ضلالك .. انت طوال عمرك مثالا للرجل الصالح .. ماألذي جرى لك؟ ـ اعذرني ياأخي لاأدري ماحدث لي ؟ انا لااصدق ماأنا فيه ؟ ـ حسنا لنعود سويّا الى القريه .. لقد اصلحت المزرعة لن تصدق اذا رأيتها .. اصبحت كبيرة بعد ان استصلحت بقيّة الأرض واستأجرت بعض العمّال ( وبتسوتو) رئيسا عليهم .. وعندي لك خبرسار ... سأتزوج من ابنة جارنا السيد ( ليوناردو ) انت تعرفه انه رجل صالح كما ان لديه ابنة اخرى انها جميله ... تعال معي لنعيش سويا في القرية ونبدأ من جديد . ـ انه عرض مغرٍ ولكن اتعتقد اني سأقدر على ترك ( كيتي ) ؟ ـ هذه امرأة سيئه انها لاتليق بك ابدا ... وعندما ترى ابنة السيد ( ليوناردو ) سوف تحبها وتنسى هذه الغانيه .. صدقني انهن فتيات رائعات . ـ لعل ماتراه هو المناسب . استأجرلويجي غرفة في احد النّزل القريبة من السوق ... كان عليه المكوث اسبوعا في ميلانو ليبتاع بعض احتياجات المنزل وايضا لوازم العرس .. وظل يتجوّل مع شقيقه السوق وجيوفاني يتعجب من شقيقه .. اصبح انسانا آخر ... مشيته وحديثه وهندامه وتفاؤله واقباله على الحياة رآه وهو يبتاع ويفاصل ويكسب البائع ......... فرح به جدا وقررالعودة معه للقريه ليعيشا معا . بعد اسبوع كان الشقيقان جاهزين للسفر .. وطلب جيوفاني ان يرى ( آلدو ) قبل السفر . قال آلدو وهو يودع جيوفاني :هل علمت انهم عثروا على كاترينا مقتولة جوار احدى الحانات . يقال ان احدهم قتلها لأنها رفضت الخروج معه ( سكت آلدو قليلا وتابع يقول ) : نهاية متوقعة لطريق الضلال . وصل الأثنان الى القرية الصابحة دوما العابقة بأطيار السكون وتغريده .... وعاش جيوفاني ولويجي وزوجتيهما سعيدين بعد ان تبدلت حياتهما ... والسؤال : هل الشر اقوى من الخير ... ولماذا ينتصر الشر اذا كان الخير هو القاعدة والأساس في الأنسان .. وهل الظروف هي التي تصنع اوضاع البشر وتشكل نواياهم ؟ ولماذا نسبق الفضيلة اونقف دونها معانقين احدى الرذيلتين ... لماذا في فضيلة الصدق نقف دونها فنكذب او نسبقها فنراءي ؟ فاذا كانت فضيلة الصدق بين الكذب والرياء والشجاعة بين الجبن والتهور والكرم بين البخل والأسراف ... وقس على هذا كثير ، كل فضيلة بين مطرقة وسندان الرذيلة . فلم الخطأ ونحن نعرف مكمنه ؟ الأنسان يتبع ميوله ... وميوله تفرضها رغباته .. والنفس تجنح راغبة الى اللذائذ والراحة والمتعة والشيطان قنّـاص يجري في الأنسان مجرى الدم ولايرضى بالقليل ... ولكن الأنسان السوي بما حباه الله من عقل فضّـله على كافة مخلوقاته وجعل الملائكة تسجد له اجلالا وتكريما .. يعلم من خلال هذا العقل ان هناك رب وان هذا الرب طلب عبادته بتعاليم واوامر ونواهي سطّرهاعلى افواه الأنبياء ثم ترك لنا الخيار بين طريقين لاثالث لهما ... ويبقى التساؤل : هل الشر اقوى ام الخير ؟ انتهت للأمانة : عندما كنت اكتب هذه القصة القصيره لا أدري لماذا خطرت لي رواية ( تاييس ) للكاتب الفرنسي اناتول فرانس فهو قد افرد صفحات روايته الطويله ميدانا للحرب بين الخير والشر ورغم التشابه بيني وبينه ( مع استبعاد المقارنه ) كونه كاتب عظيم نال جائزة نوبل عن روائعه ( الزنبقة الحمراء ,الآلهة عطشى ، ثورة الملائكة") اضافة الى رواية تاييس مع الفارق في التوجه الأدبي ،، وبين لاهٍ في اروقة الأدب يتحسس طريقه مثلي .. إلا ان الإبداع الأنساني في العموم لايتوقف على نسبة القدره او العمر فكل يمتلك ادواته ومخزونه وإن كان المناخ العام احيانا يقتل الأبداع او يحييه .... ومع ان فرانس مات عام 1924 وانا ولدت بعده بسنوات طويله الا ان حسه الإبداعي في قصصه ليس بعيدا عن فهمي لسطوره فنحن تزاملنا في قرن واحد كما وان غوصه اللذيذ في النفس البشريه يجذبني ... لهذا لابد ان هناك اندماج فكري في التوجه ومع ان احداث تاييس ونهايتها تختلف عن ماكتبته في حكاية كيتي الا ان مايجمع بينهما هو عراك الخير والشر لاأكثر فتاييس انتقلت الى مرتبة القداسه بينما كيتي هزمتها الغوايه .... ولعل فرانس استوحى بعضا مما كتبه في تاييس عن مواطنته جان دارك الشهيرة بعذراء اورليانس تلك الصبية ابنة التسعة عشر ربيعا والتي ظهرت في فرنسا اثناء فترة حرب المائة عام بين فرنسا وبريطانيا . نعم ان هناك فارقا كبيرا بين تاييس فرانس وجان دارك لكن من يدقق في الحرب بين الكنيسة والغوايه لابد يكتشف رابطا بينهما .... وتلك السنوات العديده التي مرت قبل مولد فرانس وموت جان دارك 1431م بينما ولد فرانس في 1844م اعتقد انها كانت كافيه لان نقرأ لفرانس رائعته ( تاييس ) بعيدا عما جرى لتلك الفتاة التي جاءت تحذر قومها فكان جزاؤها الحرق . هديه: ياأُخت ناجية السلام عليكمو قبل الرحيل و قبل العــذَّل لو كنت اعلم ان آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت مالم افعل جـــــرير التقيكم مع القصة التاليــه ( ســــاره )
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | ||
|
اقتباس:
اقتباس:
أما الفكرة . صراع الإنسان ما بين الشر والخير ومما يدل كم هو الإنسان قوي بإرادتهُ عندما تحول الإخ لويجي من حالة ضياع إلى حالة الإصلاح . وفي نفس الوقت يدل كم هو ضعيف حين يتحول عن طريق الخير لطريق الضلال . قصة ممتعة وتجعل من يقرأها يتسلق الممنوع في فكره ليصل للمسموح. يعطيك ألف عافية الكاتب سعود القويعي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | ||
|
حروف قليله امتلأت بالمعاني الوافيه الكافيه
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | ||
|
يا سعود
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
|
اخي عبد الإلــه
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|