&& صَلَواتٌ لِعَرُوسٍ لا تَجِيء &&

مَا صَلَّتِ الشَيَاطِينُ فِي صُُفُوفِ المُلُوكِ
حَتَى
تَخُونُ الأيَامُ حَرَمَ البُؤسِ العَتِيق
وَمَا أنجَبَ الجُنُونُ سِوَى جُنُونَاً
يُدِينُ بِهِ شُعُوبَ الحَرفِ أجمَعِين
ألا أيُهَا القَلبُ
أمَا لَوَّحَت عَينَاكَ لِعُبَّادِ الجُرحِ القَدِيم
وَالمَنفِيِّونَ بِي سِنِينَاً
وَالمُضطَجِعُونَ عَلَى أرِيكَةِ القَبُور الصَامِتَة
وَالمُتَكِئِونَ خَلفَ المَرَايَا الخَامِدَة
بِرَبِكَ اصرُخ وَاسألِ أغطِيَة الغَدِ
مَتَى
يَمُوتُ الفَقرُ فِي أعيُنِ الجِيَاع
وَتُبعَثُ أعَاصِيرُ الشِتَاءِ بَردَاً وَسَلامَاً
وَتَرِقُ الشَمسُ فِي عُمقِ صَيفِهَا الأسوَد
وَعُرَاةُ الأمسِ أمَا مِن أغطِيَّةٍ تَستُرُ لَيَالِيهِمالحَمَرَاء
مَتَى
تَتَلَّبَسُنِي الخَطِيئِةُ فَأبرَأُ مِنهَا
وأتُوقُ لِمَفَاتِنِ السِحرِ فَأشتَّمُ دُخَانَهَا الأزرَق
وَيُعَزِّي الفَجرُ لَيَالٍ سَلَكَت طَرِيقَ الرَاحِلِين
وَيَطفِقُ عَلَيهَا غَيبُوبَةَ الرُجُوعِ المُستَحِيل
مَتَى
تُعزَفُ ألحَانُ أنفَاسِي فَوقَ شَفَتِيِّ العَروُسِ الَتِي لا تَجِيء
وأسمَعُ صَوتَهَا المَبحُوحُ بِاسمِي
وَتَغرَقُ أوقَاتِي فِي عَتمَةِ أردِيَتِهَا المَلِيئِةُ بِالعُطُور
وأنسَانِي كَأُغنِيَةِ خَرِيفٍ تَسَاقَطَت فِي فِنَاءِ قَصرٍ مَهجُور
يَا أوقَاتِي
أمَا كَفَرتِ بِالمُستَحِيلات؟
فَالحَرُّ لَم يُؤمِن بِالصَقِيعِ يَومَاً
وَرَعشَةُ السِنِينِ شُنِقَت وَهِي فِي أوَلِ أيَامِ الحَنِين

فَيَا صَوتَاً رَتِيبَاً
اختَبَأ بَينَ التَوَابِيت
أعشَقُ فِيكَ الزَوَالَ والغُرُوب
وأقرَأُ نَشُوَةَ البُخُورِ بَينَ أسطُرِكَ المَائِلَة
وَحُلَّةَ عِيدِكَ الأكبَر
حِينَ يَمُوتُ العَدَمُ بَينَ يَدَيك
وَتُعَلِّقَنِي كَرِدَاءٍ مُقَدَّسٍ فَوقَ مَآذِنِكَ العَالِية
فَاسكُب سُمَّكَ
فَوقَ فَاهٍ مَخمُورٍ بِك
وأنَامِلَ حَجَّت صَوبَ رِحَابِكَ زُمَرَا
وَارتَوَت مِن كُلِّ لَذَاتِكَ المُرَّة
حَتَى رَأيتَنِي مُلقَاً فِي آخِرِ مَسَافَاتِ الحُلمِ
وَقَد بَلَلَتنِي شَوَاطِئُ المَوتِ
بِمَائِهَا
وَأنَا أهزَأُ بِنُعَاسِي فَوقَ أهدَابِ الرَحِيل
وَلا أرتَحِل
فَكَيفَ بِمَنَاخَكِ المُغرِي أن يُغَادِرَ
تَعَبُّدَ صَقِيعِي بِنَارِك
وَكُلُّ الأوطَانِ تَنتَهِي عَلَى أرصِفَتِكِ الَتِي احتَوَت
ذِرَاعِي وَوِسَادَةُ رَأسِي
فَيَا سُفُنِي
أمَا ارتَوَيتِ غَفوَةً عَلَى مَرَاسِيهَا
وأنتِ الآتِيَةُ مِن عَتمَةِ الصَحوِ صَوبَهَا
تَقتَاتِينَ رَغَبَاتِكِ
وَتَعُودِينَ وَقَد رُهِنَت أشرِعَتُكِ بَينَهَا
فَأينَ لُغَةَ السَفَرِ مِن أوطَانِهَا
وَالتِيهُ بَينَ أرَاضِيهَا عُمرٌ لا يَنقَضِي
آهٍ
فَقَد غَلَبَتنِي الغَفُوَةُ
عَلَى صَوتِ المَوجِ والنَوَارِس
وَنُورٌ دافئٌ سَيَجِيءُ
لأصحُو مِن صَحُوي
لِحُلمِي
