1
إلى الريح نمشي...
خِفافا خِفافا... كأنا رياحٌ
لها مُقلٌ وقلوبٌ... وألسنةٌ
رطبةٌ صالحةْ...
2
إلى الريح نمشي...
خِفافًا خِفافا... كأنا رياحٌ
على غضبٍ صرصرٍ... نحنُ نمشي
رياحًا جنوبيةً عاتية...
3
نحنُ نهدأ في هدأةِ الليلِ
نبكي إذا طلع الصبح وانكشفت عورة الحلم
نمسحُ دمعَ المآقي بأوراقنا...
- بعض أوراقنا للقصائد... والباقيات لدمع المقلْ
نحنْ ندّخر الدمع حتى يجيء الأجلْ
4
في زحل
كنتُ وحدي وحيدًا بلا صاحبٍ وبلا صاحبةْ
وقفتُ وأنشدتُ شعرًا - وما مات تبان أسعد
لكنني سوف أمدح جدي الذي مات من سرطان
الكبد...
5
في زحل
قيل لي أنت آجملُ مَنْ لم يعدْ منه...
قلتُ ومن عاد منه؟
أجابوا: الجميعْ...
6
بكتْ: صِرتَ أقسى وأصعبَ
ها أنت كالصخرِ... والصخرُ ألينُ حالاً...
أجبتُ: أنا صخرةٌ هاوية...
حدقي عاليا وأصيبي بعينيك
قبّرة دانية...
7
سؤالٌ عن الحال: ما حالُ أمك؟
قلتُ: كما هي، طيبةُ القلب، مرهِفةُ
السمع للقلبِ، طيّعة العين للقلب،
مخلصة الروح للقلبِ، والقلب يأمرُ
لكن أقدامها لا تطيعُ ولا تمتثلْ
8
في زحل
أتذكّر أمي وأبكي على ما أصاب المدى...
كيف ضاق المدى؟
9
في زحل
أتذكر أمي وأبكي على جسدي
كيف ضقتُ بما ضاق عنه المدى...
10
سؤال الجنوبية الطيبة:
لماذا توسعت الفجوة الشاسعة
بيننا... بيننا قاسمٌ مشترك:
لي أبٌ صالح... أمك الصالحة...
وكلانا قصيٌّ، ونحنُ انتبذنا المدى
ضاقَ عنا المدى...
هاتِ جرحكَ في كبدي،
خذ جراحي إلى الهاوية...
أنتَ صخرتي العالية...
11
لا أستطيع البكاء على أحدٍ
لم أعد أستطيع البكاء عليّ...
12
كل شيء يقربني منكِ يبعدني عنكِ
- لا تأخذي دورها -
لم أعدْ أستطيع البكاء على المرأة الميتة
هل ستبكي على موتي امرأةٌ؟!
13
قيلَ: نامَ صديقُك نومًا طويلا... /
صلى عليه أبوه وأمه، إخوته أصدقاؤه...
لكننا لم نرَك؟
قلتُ: نمت ولا أتذكر هل كان صلى عليّ أحد...
قالت البنت - بنت الجنوب: أنا سأصلي عليك... إذا لم تصلِّ علي
14
دارت الأرض دورَتها
وتعثّرت الريح، حتى طفى الماءُ
صارَ عدوًّا ...
فهاجرتُ صوبَ زحلْ...
في زحل
كنتُ أجلس وحدي وحيدًا بلا صاحبٍ /
ولكنْ معي صاحبة!
جمعنا جمع خير، قبائلنا:
كلنا طيبٌ، كلنا سيصلي على صاحبِه...
1
إلى الريح نمشي...
خِفافا خِفافا... كأنا رياحٌ
لها مُقلٌ وقلوبٌ... وألسنةٌ
رطبةٌ صالحةْ...
بلا صولةٍ جارحةْ